الفريق محمد ولد مكت أوسمة تضحية ونياشين إستحقاق

وأنا أخط هذا السرد بحق هامة وطنية قدمت الكثير لموريتانيا، ولا يزال عطاؤها متواصلا اخترت أن يكون العنوان بمفاهيم المؤسسة العسكرية التي غرست قيم التضحية والإباء في سلوك أبنائها الذين ألفوا ساحات الوغى دفاعا عن الثوابت والمقدسات، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا.

ولا يمكن التطرق إلى المؤسسة العسكرية دون ذكر القامات الفارعة التي حملت أرواحَها على الأكف، خلال الحرب التي كان لها بالغ الأثر في رسم خارطة المنطقة. “حرب الصحراء”.

في تلك الظروف التي كان الانتماء فيها للمؤسسة العسكرية يُعتبر نوعا من التضحية الفورية بالنفس، قرر الفريق محمد ولد مكت، الولوج إلى الخدمة العسكرية، موقعا بدَمه ميثاق شرف الدفاع المتواصل عن الحوزة الترابية، وعن السيادة الوطنية.

فما جَبُنت خيلٌ أنت فيها .. وما ثملت رماحك والسيوفُ.

عمل الفريق محمد ولد مكت قائدا لعدة وحدات قتالية، وتلقى تكوينا وتأطيرا خولاه أن يكون قائدا ميدانيا مميزا.

ولئن كان ول مكت يتميز بالصدق والصرامة والشهامة والنبل والكرم، وهي قيم ورثها كابرا عن كابرٍ، وتعززت بتربية المؤسسة العسكرية، إلا أنه أكمل جوانب الفتوة الأخرى التي ميزت أبناء الصحراء الذين اتخذوا ظهور العيس مدرسة، حيث حفظ القرآن الكريم، ونهل من معين الأدب واللغة، منذ نعومة الأظافر، وكان ذكيا متفوقا طيلة مشواره الدراسي.

ولأن القدرَ شاء للفريق محمد ول مگت أن يكون ابن ولاية الوسطِ شاء الله له أيضا، أن يكون أمة وسطا وشاهدَ حق، يمتاز بالانفتاح والهدوء والحفاظ على علاقات متوازنة بمختلف الطيف السياسي، الذين ورغم اختلاف مشاربهم، يجمعون أنه إذا قال صدق، وإذا وعدَ وفى.

لقد كان نجاح مناروات تيرس الزمور 2 الباهر، دليلا آخر حيا، وشاهدا ناطقا، على نجاعة تسيير الفريق محمد ولد مكت لقيادة أركان الجيوش، فقد أبانت المناورات عن جاهزية القوات المسلحة وقدراتها القتالية كما كشفت عن عتاد متطور، يحسب له المتربصون والأعداء ألف حساب، بالإضافة إلى الخبرة الكبيرة بتضاريس المنطقة، التي يعرف الفريق سبر أغوارها، وهو الذي عمل بها سابقا، طيلة عقد ظل خلاله عينا ساهرة على حدود الشمال الشاسعة، والتي يشكل فرض السيطرة عليها نجاحا كبيرا كان تحقيقه شبه مستحيل في ظل نشاط عصابات التهريب والإرهاب، والمافيويات العالمية.

ومازالَ الفريق محمد ول مكت مع كل ذلك يعتبر كل ما قدم يسيرا في حق الوطن، مبديا استعداده لكل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، حتى على حسابه الشخصي، ولا أدل على ذلك مما شهدته علاوات الجنود والضباط وضُباط الصف، بالإضافة إلى ما شُيد من بنى تحتية واغتني من عتاد ظل إلى وقت قريبا حُلما صعب المنال. حفظ الله موريتانيا قيادة وشعبا وحفظ لها قائد أركان جيوشها.

بقلم : الشيخ باي الشيخ محمدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى