باماكوومفترق الطرق الشائكة

يجتمع اليوم في العاصمة المالية باماكو،رؤساء مجموعة دول الساحل الخمس،في قمة ضيفها الرئيس الفرنسي الجديد ماكرون،الذي جاء ليعلن انسحاب جنوده من جبهات القتال في الشمال المالي،وترك جيوش بلاد المجموعة في مواجهة المجموعات الجهادية.

هذه الرسالة التي جاء مكرون يحملها،تضع الرئيس الموريتاني دون غيره من رؤساء المجموعة على مفترق طريقين شائكتين لا ثالثة لهما ، ويتحتم عليه اختيار إحداهما.

الطريق الأول،هو النزول بجنوده إلى جبهة القتال ومواجهة الجماعات الجهادية،هو ما يعني التحلل من اتفاق الهدنة المشروطة بينه وبين تلك الجماعات ،والتي تمت برعاية مجموعات تقليدية وروحية في المنطقة.

ويرى المراقبون والمحللون ،أن اختيار هذا الطريق – والذي لا ترضى فرنسا بغيره –ستكون نتائجه كارثة بالنسبة لأهم انجاز كان ولد عبد العزيز يتباهى به أمام العالم وهو قهره للإرهاب،إذ ستوجه تلك الجماعات نبالها السامة،العابرة للحدود إلى الأراضي الموريتانية،التي تعرفها شبرا شبرا،ووقتها لن تكون هناك نقطة من هذه الأراضي في مأمن،حتى القصر الرمادي.

كما ستكون النتائج على الجبهة كارثية،ولن يتحمل الرأي العام الموريتاني استقبال جثث ابنائه الذين يموتون بدل الجنود الفرنسيين وخارج وطنهم،في حرب لا نهاية لها ولا هوية للعدو فيها،والنتيجة هي حراك الشارع الذي يصعب التنبؤ بنتائجه.

الطريق الثاني،وهو أن يرفض ولد عبد العزيز الإنصياع للطلب الفرنسي،ويحترم عهدة الهدنة التي بينه وبين الجماعات الجهادية ووقتها ستطلق فرنسا عفاريتها الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان،لشيطنتة نظامه حتى يصبح التخلص منه واجب أخلاقي يجازى من يقوم.

طريقان لا ثالث لهما ،سترسمهما قمة باماكو،وعلى ولد عبد العزيز أن يسلك إحداهما،رغم معرفته المسبقة أن أيا منهما لن تقوده إلى النجاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى