الهدوء الخادع

لقد أختبر نظام ولد عبد العزيز جميع انواع الضرب على رأس هذا الشعب الأليف الهادئ والمروض بطبيعته.

قرر تعديل الدستور في تصرف آحادي ،لم يعر خلاله انتباها لتلك الأصوات الناصحة والهادئة..لم يثنه.عن ذلك خلو مكاتب الإقتراع من المصوتين يوم الإقتراع…لأنه تعهد أمام جمع من باعة الوهم بأنه سيلغي مجلس الشيوخ. وسيغير علم البلاد ونشيده….وأستمر رغم فشل عشرات الشعراء في تقديم نص تستحقه بلاد المليون شاعر..وظل الشعب هادئا..

وفي سنة الرمادة هذه ،التي جف فيها الضرع وقل الزرع وأرتفعت الأسعار،ها هي الحكومة تكافئ هذا الشعب على هدوئه بمضاعفة تكاليف الخدمات الصحية.

يظن النظام أن الشعب هادء لأنه راض عن ما يمارسه في حقه،لأنه مازال يصفق لخطاباته،ويتجمهر لزياراته.

ما لا يدركه هذا النظام ،هو أن لاشيء يخيف مثل الهدوء…فالهدوء كثيرا ما يسبق أشياء مخيفة ،عندما تأتي يكون الأوان قد فات لمواجهتها،وأن هدوء هذا الشعب هو  هدوء خادع مثل هدوء جمل ولد أيريد الليل الذي قال عنه:

” الجمل المؤدب المتقن الترويض ، إذا دأبنا على ظلمه بالضرب على الرأس والنخس في البطن فلابد أن يرفس يوما فيعطب أو يعض فيأكل . !
الجمال المفترسة ليست تلك الهدارة بشقاشقها التي تثير الرعب في نفوس غير العارفين بثقافة الإبل ، الجمال الخطرة هي تلك الأليفة المروضة المقودة بين الخيام وبأيدي الأطفال ، إنها تختزن المعاناة والحقد إلى لحظة معينة تحين عندها ساعة الانتقام ، والجمل المنتقم لايخظئ عدوه ولا يستعيض عنه بغيره “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى