كي لا يتكرر مشهد الثامن من يونيو ،،،

بعد ان مرت اشهر معدودة على تخلصي من وظيفتي الحكومية على خلفية انقلاب الثالث اغسطس 2005 وجدت نفسي صدفة في ضيافة مجموعة من شباب المهجر و كانت السياسة بالطبع تتوسط بين اطراف الحديث معهم ،، وكم كانت صدمتي حين ادركت عزلتي التامة حيث ان الجماعة التي تمثل ” علية مجتمع البيظان ” التقليدي اتفقت رغم ما أبدته تجاهي من آيات التقدير والاحترام على بطولة صالح بن حننن كزعيم للتمرد الذي أدى الي انهيار ما وصفه بعضهم ” بنظام ولد الطايع ،،، و عشيرته ” ،، ولعل أكثر ما صدمني في مثل هذا الوصف هو تلطيخ النقاش السياسي الوطني باعتبارات تعود الى عهد الجاهلية العشائرية و هي بالجملة اعتبارات ساذجة من شأنها ان تؤدي الى التطير من السياسة ،،، و من اخواتها ،
شخصيا كنت ولا زلت اعتبر ان الثامن من يونيو 2003 كان بالأساس مغامرة تم. توظيفيها من طرف قوى دولية واقليمية لاضعاف نظام الرئيس معاوية ولد الطايع بغية اسقاطه ،،
لكن الحقيقة التي راودتني بعد ذلك اللقاء والتي لا زالت تراودني بفعل المتابعة باهتمام بالغ لمشاعر و أحاسيس الشباب المورتاني بمختلف اصوله العرقية والشرايحية هو ان التركيز على التجمعات العشائرية و إهمال فضاءات المواطنة أدى الى كارثة احياء العصبيات الحمقاء و إلى وأد روح المدنية ،،
صحيح ان مجتمع اهل الخيام مازال رقما في المعادلة السياسية المورتانية و ان النظام الحاكم ممها كان رأسه بامكانه الاعتماد عليه في حساباته الانتخابية لكنه مجتمع لا يعول عليه في حالة التمرد ضد حكومة الدولة ،،
وبالجملة كان مشهد الثامن من يونيو و ماترتب عليه من اثارة متبادلة للعصبيات القاتلة و من تصفية للحسابات الضيقة التي تم توظيفها مخابراتيا داخليا و خارجيا. ضد المصالح الوطنية لمورتانيا من أسوأ صفحات تاريخ بلادنا السياسي
ولكي لا يتكرر مشهد الثامن من يونيو و ما صاحبه من صور سفك الدماء و التخريب والدمار يتعين على الذين يمارسون السياسة و يتخذونها مهنة اعتيادية الكف عن حديث النفس بالكذب و بالمغالطات و مخاطبتها بنبرة حقوق المواطنة و مستقبلها و بالحقيقة التي غالبا ما تكون مزعجة ،،،لجمهور اهل الخيام ،،،

و كتبه عبد. القادر ولد محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى