حكومة ( الأنتظار) الأنتقائية

خلال فترة الانتظار الممل لإعلان تشكيلة الحكومة كانت فترة من التكهنات و التوقعات و الدعاية لكن بعد الإعلان الرسمي لأعضاء الحكومة الجديدة قطعنا الشك باليقين و تبين لنا أنها ليست حكومة تقنكوقراطية بالمفهوم الإداري التسييري و لا توافقية بالمصطلح السياسي الأنتخابي
إذن هي حكومة بين و بين و بالتالي و حسب التجارب الميدانية فهي معرضة للأنقراض و لن تعمر طويلا لأنها بكل بساطة هي حكومة ( حقل تجارب)
المهتم بالساحة الوطنية و تطورات الأحداث يدرك جيدا مصير الحكومة الوليدة لعدة أسباب و دوافع و ماض معقد و مطلسم و ربما من أهم أسباب الفشل هو طبيعة الساحة السياسية و الإدارية في موريتانيا فهي معطيات هلامية عجينية متغيرة و ليست ثابتة و هذه المسألة وحدها كفيلة بوضعنا في الصورة الحقيقية للواقع و النتائج المتوقعة لأداء الحكومة
على ما يبدو ان الرئيس المنتخب حديثا لم يستوعب حجم الكارثة إلا بعد استلام السلطة لقد وجد فخامته نفسه في مواجهة مباشرة مع كم هائل من الصعوبات و المشاكل المركبة المعقدة و ليست رئاسة على طبق من ذهب بل كرسي على فوهة بركان اقتصادي و مالي و سياسي و اجتماعي و أي خطوة غير مدروسة بإحكام قد تؤدي إلى إنفجار لا قدر الله
ان نظرية دمج الوزارات أو إخفاء بعضها هي خطة بديلة قديمة دأبت عليها الأنظمة و الهدف منها هو إخفاء معالم الجريمة تماما مثل سياسة الإفلاس أو التفليس
لقد انتقدت بشدة خطاب الترشح و انهالت علي أمطار من الأنتقادات و التعليقات لقد كان خطابا خال من الدسم و الفيتامينات اليوم ها هو الرئيس وجها لوجه أمام الأنجازات الوهمية و معنى العهد و شكر الأخت
حسب مصادر إعلامية متطابقة سافر الرئيس السابق و أصطحب معه قرابة 300 حقيبة و رغم تخفظي على الرقم إلا ان الخبر و إن صح فهو فضيحة و تجاوز أمني خطير و علينا فتح تحقيق جدي في الموضوع فهذا و مع أفتراض الصحة يعني تورط الجهات الامنية و العسكرية و الجمركية و الإدارية في المطار و هي جريمة مكتملة الأركان
خلاصة القول أن الأزمة ليست في الرئيس المنتخب و لا في حكومته لكنها تراكمات و إرث من بقايا النظام الغابر و هي حصيلة عشرة سنوات من التسيير الأحادي و هيمنة و تضخم الأنا و بالتالي علاج او مكافحة هذا الوضع أو تغييره هو بالقطيعة مع الماضي و أجتثاث جذور النظام و هي عملية تحتاج شجاعة و إقدام و فريق صارم و قادر على التحدي و المواجهة
إذن السيد ولد الغزواني او (الرئيس الجديد) حسب تعبير ( الموريتانية) في موقف لا يحسد عليه و أمام أخطار محدقة و مصاعب جمة لكن مفتاح الحل يكمن في مغارة علي بابا ( البنك المركزي) على الرئيس بسط يده و نفوذه على البنك المركزي و تكوين فريق عمل ( قاطع) لتقييم أداء البنك و المعاملات و العمولات الصادرة و الواردة من و إلى المصرف الخطوة الثانية هو أعتماد العملة القديمة لتفادي أزمة السيولة الحادة و الخانقة التي خلفتها أرتجالية العملة الجديدة خاصة أن المركزي لم يعلن رسميا حرق أو إتلاف مخزونه من الأوقية القديمة و هذا يعني الإستفادة من المخزون دون الحاجة إلى سكها من جديد
في مرحلة قادمة إعادة النشيد و العلم الوطنيين و هذا لإرضاء و تهدئة الشارع و إعطاء إشارة إيجابية لنية القطيعة النهائية مع النظام الغابر و رموزه
حسب أعتقادي المتواضع النقطة الأهم و الرسالة الأعمق من إعلان الحكومة هي التقوقع حول محور الرياض/ دبي و هذا يعني لا جديد فيما يخص خارطة العلاقات الدبلوماسية رغم تذبذب و غموض بعض المواقف
ثانيا الأحتفاظ برموز من النظام الغابر رغم أدائهم الضعيف رسالة تحمل دلالات غير واضحة المعالم فهل هو لغرض إرضاء أتباع النظام أم لأجل الحصول على معلومات تفيد في إتخاذ القرارات مستقبلا
الواضح هو مواجهة الرئيس ولد غزواني مع أرتال النظام الغابر و خلاياه النائمة و المستيقظة و مع مناصري الرئيس المنتخب و داعميه في الحملة الانتخابية و مع المنسحبين و القادمين و المهاجرين و مع الأغلبية و الموالاة و المغاضبين و المعارضة المنصهرة و التقليدية فهل تنجح هذه التشكيلة الحكومية الهزيلة في المواجهة و التصدي على كافة الأصعدة حسب ما أرى لا قبل لحكومة ( حقل التجارب) و لا طاقه لها فهل يخفي الجنرال ( الكتوم ) أمرا ما على قاعدة تحت السواهي دواهي.
عبدو سيدي محمد
تدوينة بتاريخ 9 غشت 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى