جمهورية ( الموز)

تعج الساحة الإعلامية الوطنية بموجات غير مسبوقة من الأخبار و الشائعات و التهكنات و التنبؤات مع صمت رسمي مطبق حيال ما يجري من أحداث و تطورات و تصرفات و سلوكات و خلال تتبعي لما يحدث منذ التنصيب و التبادل السلس ل ( السلطة) نحن أمام جبهتين متناقضتين و لكل منهما أتباعها و إعلامها و مصادرها و مدونيها و شعبيتها
الجبهة الاولى الناطقة : هي امتداد و أستمرار للنهج فهي كوكبة و بقايا خلايا النظام البائد هي مجموعة ناطقة تتحرك في الواجهة و على الجوانب و عبر بعض المواقع الإعلامية لترويج بضاعة راكدة و منتهية الصلاحية شعبيا و دستوريا و رئاسيا فدعائية بقاء و صيرورة نظام الرئيس السابق هو ما تروج له هذه المجموعات من باب الحفاظ على المصلحة فهم شركاء جميعا في قارب الفساد الذي بدأ يغرق و أنهار الجبل الثلجي الذي كان يحملهم بعيدا عن واقع و عيش الرعية هذه الببغاوات سمع ( مبني للمجهول) صوتها المنكر في البرلمان و عبر وسائل الإعلام الرسمية و عبر منصات التواصل الإجتماعي
جبهة نشطة إعلاميا و تبت العديد من الأخبار الهدف منها إرباك الرأي العام و ( خلبطة) أوراق الحكومة المحتشمة و إظهار قوة و أمتداد نهج النظام الغابر لقد نجحت نوعا ما في أداء مهمة ( التشويش) و تسويق فكرة نظرية فرضية ( النظام العنقاء) و قد ساهمت عناصر عدة بصفة مباشرة أو غير مباشرة منها على سبيل المثال لا الحصر الأحتفاظ ببعض رموز ( الفساد ) و السيطرة الفعلية لكتلة النظام السابق على منافذ الإعلام و البرلمان و مراكز النفوذ كما ساهم تأخر الإعلان عن الحكومة و تشكيلتها الحالية في ترجيح كفة الجبهة الناطقة
الجبهة الصامتة : الرئيس المنتخب ( الجديد) حسب تعبير ( الموريتانية) يلتزم الصمت الرهيب حيال ما يجري من أنتهاكات و خروقات غير تقليدية بينما يزداد المشهد غموضا و تتضح معالم حقبة من الفساد و النهب الممنهج للثروات عبر الصفقات و المنح و الهبات و كأن خيرات الوطن مجرد ملك شخصي لمن يحكم فيعطي لمن يشاء و يمنع عن من يشاء في سيناريو تراجيدي أعتاد عليه الشعب الموريتاني منذ أبتلاه الله بالأنظمة العسكرية و الأنقلابات
المشهد مأساوي و الصورة مقززة و فخامة الرئيس ولد الغزواني أمام واقع مزري من ماض هو من صانعيه و ذكريات لم يدرك فخامته بشاعتها إلا بعد جلوسه على كرسي الرئاسة و إحكام قبضته على دولة متآكلة و مؤسسات غائبة و مشاريع حبر على ورق لقد أكلت دابة أرض المفسدين الأخضر و اليابس و تركت ( لمراح) عظاما نخرة
تعيينات و تعيينات و تقسيمات و تراخيص صيد من الفئة ( أ ) و قطع أرضية و سفراء في دول لا طائل تجاري او مردود أقتصادي أو شأن دبلوماسي يرجى منها و صفقات و أتفاقيات و توقيعات لقد تم توزيع المهام و المناصب قبل المغادرة و بالتالي الجو مناسب لجولة سياحية و التفرج من بعيد على دولة صاحب و زميل الدرب الذي يعرف الوفاء و ( للعهد عنده معنى)
ربما أندهش فخامة الرئيس من هول الصدمة عندما وقف على أرض الواقع و لمس بيده و شاهد بأم عينه مرارة الواقع و أسلوب النهب و درجة الفساد و كيفية تقسيم المغانم بين المفسدين هاهي صفقة بغلاف مالي يفوق 5.3 مليار من الأوقية في مهب الريح و هذا ليس إلا قيض من فيض و نقطة في جنب ثور
صفقات أخرى لم ترى النور و تكبدت خزينة الدولة مليارات من الأوقية من عرق و تعب و شقاء المواطن البسيط على سبيل المثال الصرف الصحي و شركة السكر و جسر دوار مدريد و فندق الشيراتون و فضيحة الشيخ الرضى العقارية و المسجد الكبير و إفلاس الشركات لمحو آثار الجرائم الكبرى و صفقات المطار و الميناء و المنطقة الحرة و الصيد و غيرها
خلاصة القول أن الرئيس السابق ترك وراءه حملا ثقيلا و لا أعتقد من باب المنطق و العقلنة أن يتحمل فخامة الرئيس ولد الغزواني وزر الصديق و العهد فهل الرجل الكتوم و كاتم الأسرار لديه خطط بديلة لمواجهة التحدي ؟ و هل سينجح ليس فقط في الصمت و القبول بفرضية ( الديمومة) أم ينتفض و يفرض نظرية و علمية ( الكنونة) ؟
من صفحة الأستاذ و الباحث: عبدو سيدي محمد
تدوينة بتاريخ 18 غشت 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى