ما بعد عام ( ين) إلا الأكل

خاص للإخباري نت - عبدو سيدي محمد

لست من الموالاة و لا من المعارضة و لا أهتم بتقييم (الإنجازات ) حسب المصالح و المنفعة و مسافة القرب من (السلطة) لذا أي مقال أو تحليل هو رأي و تعليل حيادي حسب المتوفر من المعلومات التي غالبا ما توصف ب ( الشحيحة) كما و نوعا فيما يتعلق بالقدرة الشرائية للمواطن و ظروف المعيشية(الشحيحة) أيضا.
مر عامان و نيف على حكم الرئيس الجنرال صديق الجنرال محمد ولد الغزواني دون تسجيل أي مؤشرات كبرى أو نقاط تضاف إلى رصيده الشعبي و العملي. صحيح أن الوباء العالمي(كورونا) لعب دورا محوريا في شل حركة الإنتقال و دوران عجلة الإقتصاد لكنه أيضا وفر صناديق ( صرف) تحت الطلب بمليارات من الأوقية كما تدفقت العطايا و الهدايا و نشطت سياسة (مد اليد) و التسول لمحو الديون الخارجية (رغم أرتفاع معدل الإقتراض دون مبرر وجيه ) و طلب المساعدات حيث تحولت الكمامات المجانية إلى تجارة رابحة عند ملتقى الطرق و أمام أبواب المؤسسات الإدارية و المصرفية و الخدمية. مر عامان و صمت مطبق للمعارضة أو ( المعاردة) حسب لغة أهل (السابق) و أداء (محتشم) و هزيل بدءا من حكومة ( أولاد الصالحين) إلى حكومة ( التعويضات و التأثيث). و حتى ننصف الرجل هناك إيجابيات تحسب لحكمه منها فضح الطبقة السياسية و إظهار نفاقها للعلن دون رتوش يتساوى في ذلك الأغلبية الداعمة لخرق الدستور من أجل مأمورية ثالثة و التي أغلبها متورط في ملفات فساد و المعارضة ( الشكلية ) التي اثبتت الأيام أنها معارضة (شخصية) لا تمثل نبض الشارع و لا آهات المواطن لقد صرخوا (زعماء) المعارضة زمن الشدة و ناموا زمن (الرخاء). سقطت الرموز كما سقط قانونها و تلاشت روح القيم و المبادئ و تآكلت قيادات و أنصهرت في موالاة أكثر من (الأتحاد) و أغلبية (مليونية) بلا أصفار . تكتشفت الوجوه البشعة ل( الساسة) و ميولهم(الشاذ) لمناصرة أي حاكم و تحت أي مسمى و في أي ظروف. سقطت الأقنعة و ساد ( الهدوء) الذي يسبق العاصفة.
مر عامان نجح التجار في فرض أجندة أرتفاع الأسعار على الحكومة رغم أنفها رغم (المفاوضات) الهزلية و صور السلفي مع أكوام البطاطا و البصل (المستوردة). لقد نجحت الحكومة في ألتقاط صور ( نوعية) و هي إنجازات في حد ذاتها و لم يبقى وزير و لا وزيرة آلا أخذ صور مع بطيخة أو حنفية أو معزة أو حفرة أو حقنة أو برج أو تحت عريش أو عمرة أو إصلاح صنبور أو جنازة أو …. أو ….. و القائمة تطول. كما نجحت الحكومة في تمرير قانون تعويضات مجزية لكن في المقابل هل ارتفع سعر صرف الأوقية؟ هل تعافى الإقتصاد ؟ هل أنعكست القروض و الميزانيات الفلكية على حياة المواطن؟ طبعا هذه أسئلة خارج نطاق الموضوع فبالنسبة للحكومة و كل من يدور في فلكها فالخير وفير و لا صحة لأي ارتفاع للأسعار( الناطق الرسمي) و الذي خارج جاذبية فلكها لا أحد يستمع لصوته (المبحوح ) و لا يرى صورته في ظلام العاصمة و لا عطشه بالأمس القريب وصل ثمن برميل الماء إلى الف أوقية قديمة و كيلو الدجاج المستورد ألفين أوقية قديمة و لحم الغنم ألفين و ثمان مية أوقية قديمة لكن هذا لا يهم السادة الوزراء و لا يغير من برنامج عطلتهم المعوضة من خزينة (الشعب) التي شهدت هي الأخرى إنجازا عظيما.
مر عامان و بطل من ورق وراء القضبان دون أن تهتز موريتانيا و دون مظاهرات شعبية من أنصار (المؤسس) أو حزب الخدمات لكن أيضا حرية مطلقة لرموز النظام السابق للحركة و التنقل ( رغم الحظر ) بين الوظائف السامية و المناصب و الأمتيازات رغم تهم ( الفساد) التي تلاحقهم و الملفات الخطيرة المشمولين فيها.
مر عامان و الرئيس بلا مستشار(صادق) و لا حكومة(وطنية) . مر عامان و فخامته يعطي الأولوية للإعلام الفرانكفوني الخارجي و يدشن ساحة جرداء لا ماء و لا مرعى و يجلس في زيارة رسمية في مقعد (غير لائق) على منصة بروتوكول رئاسي. مر عامان دون شراء أجهزة طبية أو تحسين خدمات المستشفيات. مر عامان و الإعلام الرسمي عاجز عن نقل صور معاناة العطش و الجفاف و الجوع أو إسماع صوت المواطن المقهور بين جشع التجار و سماسرة (الخدمات). مر عامان و الطرق متهالكة و ضحاياه بشكل يومي و لم تبذل الحكومة اي جهد لصيانة أو إصلاح او تعبيد الطرق رغم رصد المليارات لجسور وهمية و مشاريع ترصيف.
مر عامان و لا تزال العاصمة تعيش تحت رحمة الظلام و العطش و القمامة و الضرائب و جهنم الأسعار.
خلاصة القول يقول المثل الشعبي الشهير (ما بعد عام إلا الأكل) فهل يمكن إسقاط المثل ما بعد عامين إلا الآكلين (جمع آكل على وزن فاعل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى