مفاهيم ومغالطات !

السالك بن عبد الله

من يقفون وراء فكرة الإصرار على تسمية جلسات التلاقي والنقاش المرتقبة بين السلطة وحاضنتها السياسية، من جهة؛ وبين قوى المعارضة و المجتمع المدني من جهة أخرى، «تشاورا»، ويرفضون وصفها بـ«الحوار» لا يمكن أن تكون مصلحة النظام و تعزيز نهج الانفتاح والتهدئة وبناء الثقة، دافعهم اللأساسي… فالتشاور ليس واردا بين طرفين (سلطة / معارضة) في اي نظام سياسي ديمقراطي، يعتبر التناقض في طرح وبرامج كل منهما سببا في وجوده أصلا.. كما أن «التشاور» بمفهومه السياسي السائد؛ يتم في حال وجود فراغ أو خلل في هياكل مؤسسات الدولة ونظامها الدستوري العام؛ كما هو الحال اليوم في بلدان مثل مالي، وتشاد وغينيا.. وإلى حد ما تونس؛ من أجل تصور و تنفيذ مسار انتقالي يفضي لتصحيح تلك العيوب والاختلالات.. أما في بلد يتمتع بكامل مؤسساته الدستورية، وآلياته الانتخابية، بما فيها ضمان التناوب الديمقراطي على السلطة، بعدما تجاوز مرحلة «التشاور» منذ 15 عاما، فليس من الوارد تسمية اي استحقاق يجمع الأغلبية بالمعارضة بغير «الحوار الوطني الجامع».

والله أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى