التشاور و حرب ( المعابر)

الإخباري نت- عبدو سيدي محمد

بعيدا عن طبول الحرب و ضحايا (رصاص) الصديق و العدو و التصريحات الرسمية بفقر مدقع و شعب فقير لا أمل في تغيير وضعه الاقتصادي و قدرته الشرائية. في الزواية المقابلة تظهر صور مخالفة لموائد و إفطارات رئاسية و حزبية باذخة و لقاءات سياسية لتوزيع الحصة دون النظر إلى ماهية المشاكل الراهتة التي هي أساسا إقتصادية و إجتماعية و مالية حيث لا تجدي أراء الساسة (الأفاضل)  التي هي لب و جوهر المعضلة. في الواقع لا توجد أزمة سياسية على الإطلاق لذا التشاور هو مضيعة للوقت و محاولة مكشوفة لإطالة أمد أنتظار و معاناة المواطن الذي لا تمثله (الدمى)  السياسية المتحركة نحو تحقيق المآرب الشخصية و المصالح الفردية و الأهداف القبلية و الجهوية و المشايخية الضيقة. إذن لا جديد هي نفس الوجوه و الشخوص و الأدوار منذ نشأة الدولة و حتى إنقراضها في المهد. لقد توزعت هيبة الدولة بين سلطة عسكرية متنفذة و شيوخ قبائل و طرق أفضل من الطرق الكندية و الأمريكية حسب تصريح رسمي لوزير تحت قبة البرلمان الذي تجاوزت ميزانية تشييده 7.7 مليار أوقية من ميزانية الشعب الفقير.
و حتى لا نظلم حكومتنا (الغنية) عن التعريف فقد أمتازت بالحكمة و التريث و الصبر في التعامل مع أزمات الحدود الشرقية و الشمالية   لم تسقط في مستنقع الخبث الفرنسي الغربي و لا مخطط الجيران بجرها إلى ساحة المعركة أو حلبة الصراع. لكن بيانها الأخير أظهر (عبقرية) فذة في تضييع الفرص و رصد نيات الجيران الصديق منهم و العدو على قدم المساواة.
الموقع الإستيراتيجي لموريتانيا يسيل اللعاب مثل مواردها و ثرواتها الطبيعية الهائلة و التي لا تنعكس على الوضع الاقتصادي و لا على حياة المواطن، لكنها تظهر جليا في زراعة القصور و الفيلات و أقتناء السيارات الفاخرة و في تبادل الأدوار في توريث المناصب العليا و الأمتيازات المادية و المعنوية و العقارية.
التقارب الموريجزائري يغضب الرباط و يهدد أقتصاد المملكة بوقف حركة التصدير و الشاحنات ذات الحمولة (المجهولة) عبر معبر الكركارات و نجاح معبر تندوف نواكشوط هو دق آخر مسمار في نعش المعبر الشمالي المتنازع عليه. لذا ستسعى المغرب لعرقلة تدفق البضائع من الجزائر نحو موريتانيا و دول شمال غرب افريقيا(حسب إحصائيات رسمية جزائرية تم تصدير 75 ألف طن من المواد الغذائية خلال الربع الاول من السنة الجارية منها 15 ألف طن موجهة مباشرة إلى السوق الموريتانية ).
الجهود المغربية الدبلوماسية من أجل إضافة (م) إلى الغربية تشبه مغامرات (أبو الحروف). رغم ذلك دفعت الرباط ثمنا باهظا من أجل(ميم) مهملة لا محل لها من (إعراب) القانون الدولي و قرارات الأمم المتحدة. فاتورة التطبيع و فتح مكاتب و قنصليات وهمية و وعود ترامب و زيارة رئيس وزراء أسبانيا و خارطة الخارجية الإسبانية لم تحرك ساكنا في القضية بل زادت من حدتها على مستوى أوربا و حتى داخل الأقاليم الصحراوية حيث تعالت الأصوات المناهضة للمغرب و المطالبة بالأستقلال و تكثيف من هجمات مفارز قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي حسب موقع وكالة الأنباء الصحراوية. إذن رئيس رابطة القدس في موقف لا يحسد فالأقصى محاصر و المغرب من الدولة المعانقة للكيان الصهيوني.
  من الواضح خضوع نواكشوط لإكراهات و ضغوطات غربية فرنسية خاصة بعد تصويتها الداعم لروسيا و الذي أغضب الغرب فحرك الطابور الفرانكفوني و كذا التهديد الضمني من الخارجية الأمريكية بتحريك ملفات فساد ضد مسؤولين حكوميين. فكانت النتيجة إقالة الحكومة في وقت حرج قبيل ساعات من زيارة  رسمية لوفد جزائري رفيع المستوى و تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى. بلغة دبلوماسية نواكشوط لا ترغب في تعاون مباشر مع عاصمة برج الشهداء و المدعومة عسكريا و أستيرأتيجيا من موسكو و لا تغلق الباب في وجه الرباط المدعومة فرنسيا و غربيا و إسرائيليا.
التهديد الغربي لانواكشوط رغم السعي الحثيث لإرضاء قصر الإليزي بإحياء لغته الميتة بمناسبة و بدون مناسبة حيث دأب الرئيس ولد الغزواني بالحديث باللغة الفرنسية و لو ببعض التأتأة رغم مخالفة ذلك للمادة (6) من الدستور الموريتاني. كما ان التصريحات غالبا تأتي عبر بوابة الإعلام الفرانكفوني.
خلاصة القول لا نتيجة مرجوة من التشاور خاصة أن الحكومة أظهرت إنها حكومة (إنتخابات) لا ( كفاءات) و كشفت المستور عن لجنة  ملفات العشرية التياكدت الأيام إنها لجنة تصفية( حسابات) فالمشمولين هم الآن من بجلس على مقاعد المقدمة في المشهد السياسي و الرئاسي و الحكومي بينما يقبع الرئيس السابق وحيدا فيما بات يعرف ب ( ملفات فساد). لقد اتضحت الصورة من بيان النيابة العامة و تبرئة المشمولين دون محاكمة أو توضيح للرأي العام. و هنا يطفو السؤال لماذا يستثنى الرئيس السابق ولد عبد العزيز؟ فهل الأمر يتعلق بحرب المرجعية ام تأويل للمادة (35)؟ ثم أين المحجوزات و الأصول و النقود المستردة؟
ختاما لا مفر من حرب المعابر سواء كانت برية أو بحرية او جوية أو انتخابية و هذا يؤكده إعادة تدوير شخصيات لها تجربة في توطين (الاصوات) و كذا فصول مسرحية (التوبة) و السابق نحو المديح و الثناء بغية التعيين. فليس من الغريب على مستفيد من مقارنة جودة  خدمات شركة الكهرباء في نواكشوط برداءة أختها في برشلونة أو تعيين عقب تدوبنة ثناء فظاهرة (الزيدنة)  متفشية حتى بين كبار (المثقفين) و المسؤولين عن الشأن العام. فهل ننتظر جديدا من حكومات و وزراء و مسؤولي الباذنجان!   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى