“الإنصاف” من بعد ضعف القطاف

الولي سيدي هيبه

بتعيين رئيس جديد لحزب “الإنصاف” الذي حل محل حزب “الاتحاد من أجل الجمهورية” متمثلا في شخص الوزير والإطار محمد ماء العينين ولد أييه أثبت الجدارة في كل مسؤولية عليا تولاها ونظافة يد على خلفية تسيير شفاف واحترام لكل المساطر التنظيمية والقانونية، يستبشر مناضلو الحزب في القواعد العريضة وعلى مستوى الخلايا القاعدية والأقسام الفرعية والأقسام والاتحاديات ببزوغ فجر جديد طال انتظاره وعمل على إعادة رص صفوف جموعه التي كادت أن تتفرق تحت كل الاعتبارات التي تهدد الوئام وتضر بالانسجام وقلصت بشكل غير مسبوق هيبته بعدما تصدعت وتشققت ثوابتها.

ويجمع أغلب المحايدين والمراقبين للشأن السياسي الداخلي على أن هذا الاختيار جاء في وقت بات فيه الحزب يفتقد إلى القيادة الملهمة والموجة بإبداع، المتصفة بملامح القيادة في كل الظروف وأساسا عند المنعطفات الخطرة، وتستطيع بالقراءة الإستباقية تجنب المنزلقات الحرجة والمطبات الكأداء وتوجيه الدفة بين الأمواج التي تحدثها الزوابع الطارئة بحكمة إلى شاطئ الأمان،

ويحتاج الحزب أكثر من أي وقت مضى وتحت ظرف استثنائي وفي منعطف دقيق وفاصل الدقّة والتنظيم وإعادة صناعة الحدث والقدرة على اتّخاذ القرار المُهم وصنع الأحداث لمقتضيات التحولات لا انتظارها.

كما يحتاج إلى قائد يؤثر في الآخرين بالرّؤية الثاقبة والتحفيز وبثّ روح الحماسة الفاترة لدى المناضلين وبعض أفراد القيادة ممن لم “ينصفوا” على الرغم من حضورهم الطافح وإخلاصهم وعطائهم المشهود وقد همشوا عملا بكل الاعتبارات المرفوضة من قبلية ووساطة وزبونية، والثّقة بالقدرات والإمكانيّات والمبادئ، والتّخطيط الذي يعتمد على الذكاء الاجتماعي والتواصل مع الآخرين وإيصال الأفكار، واستخدام آلية التّفويض في الوقت المناسب، وبث الثّقافة السياسية بعيدا عن الاعتبارات الماضوية المضللة ونشر الوعي بذلك.

ويتطلع مناضلو الحزب إلى تحقيق الالتزام بالخطط، والالتزام بالأخلاق، ومراعاة المبادئ وتفعيل القيم أثناء العمل والمسيرة نحو تحقيق الأهداف، من دون تقديم النجاح المادي على القيم والأخلاق، والمضي إلى حلّ المشكلات التي تعترضه باتخاذ القرارات المُناسبة في الوقت المُناسب.

هذا ويبدأ حزب “الإنصاف” ـ الذي تبنى الميزان شعارا له ـ مسارا سياسيا جديدا، بهدف تكريس روح ثقافة “الإنصاف” المستوحاة من برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وخطابه في مهرجان مدائن التراث بوادان.

وفي الكلمة التي ألقاها بمناسبة استلام مهامه رئيسا لهذه لحوب “الإنصاف” أكد رئيس الحزب السيد محمد ماء العينين ولد اييه على هذا التوجه وأعلن أنه يعتزم “بناء رؤية متكاملة حول العمل الحزبي المستقبلي” استجابة لرؤية مناضلي الحزب الذين قال إنهم “يتوقون إحداث تغييرات جذرية هامة”، ومشددا على أهمية دور الشباب والنساء في المشهد الوطني وتحقيق ما يصبو إليه رئيس الجمهورية من تقدم ورفعة للوطن ولجميع مواطنيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى