المغتربون الموريتانيون ثلاث سنوات من حكم ولد الغزواني

ظهرت بوادر اهتمام فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بالجاليات الموريتانية باكرا منذ إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية 2019م.
وقد تجلى ذلك الاهتمام البالغ إبان الحملة الانتخابية حيث تطرق فخامته لمشاكل هذه الفئة الهامة من شعبنا واعدا إياها بحلول جذرية لتلك المشاكل في برنامجه الانتخابي “تعهداتي” مدركا أهمية مواطنينا في الخارج وضرورة الاستفادة من مقدراتهم العلمية والمالية المتزايدة كما وكيفا وما لذلك من انعكاس إيجابي على الوطن في الداخل والخارج، وضرورة العمل على ربطهم بالوطن من جديد .
وبالفعل، بدأ العمل على تنفيذ تلك الوعود منذ تنصيب رئيس الجمهورية انطلاقا من إنشاء قطاع ملحق بالخارجية يعنى بالموريتانيين بالخارج ويتابع مشاكلهم العامة وحالات الطوارئ الخاصة في لفتة استقبلناها معاشر المهاجرين ببالغ الاهتمام كرسالة تأكد صدق التوجه وجديته، لتأتي اللقاءات المفتوحة التي خص بها فخامته ممثلي جالياتنا في كافة الدول التي زارها خلال السنوات الثلاث الأولى من حكمه وتناوله اثناء تلك اللقاءات لمختلف المشاكل المطروحة لها العامة منها والخاصة في جو من الشفافية أعاد الثقة في دور الدولة ورسخ القناعة به وأضفى جوا من التلاحم بين المواطنين في الخارج وقيادتهم، كما أفضت إلى الاطلاع عن قرب على مشاكل الجاليات وترتيب أولوياتها والعمل على حلها بشكل سريع وفعال، بدءا بسن قانون يسمح بازدواجية الجنسية: الحلم الذي أرق الكثير من أسرنا في الغربة، مرورا بإجلاء طلابنا العالقين بأوكرانيا وانتهاء بالعمل بإمكانية استصدار وتجديد جوازات السفر عن بعد، وربما السماح لمواطنينا في الخارج بانتخاب ممثليهم في الاستحقاقات المنتظرة في بادرة لاشك ستوصل صوت مغتربينا إلى دوائر صناعة القرار الوطني.
مثلت إنجازات فحامة رئيس الجمهورية أملا جديدا تنامى وتعزز خلال هذه السنوات الثلاث.
تولدت عن ذلك الأمل قناعة لدينا كممثلين للجاليات بضرورة استغلال فرصة هذا التوجه ومواكبته منذ البداية مؤازرة للدولة من أجل التغلب على مشاكلنا ومحو كل الانطباعات السيئة المتولدة عن فترات النسيان والتهميش التي نالت من روابطنا مع الوطن وكادت تصل لولاءات بعضنا الوطنية.
دفع الإحساس بمسؤولية مشاركة الهم الوطني والتعاون عليه إلى الانخراط الكلي في هذا التوجه، حيث انبعثت مبادرة إنشاء اتحاد مكاتب الجاليات الموريتانية في العالم وما شكلت من بداية لتنظيم جالياتنا وتأطيرها في مكاتب محلية تحظى بالتمثيل الكافي والمصداقية المطلوبة واندماجها بشكل عام في اتحاد جامع يقرب صوتها ومشاكلها المحلية للسلطات المعنية داخل البلد بشكل دائم وفعال أعطى دفعة قوية لعمل مكاتب الجاليات مما خلق حراكا جديدا وجديا غير مسبوق في تاريخها سيكون له الأثر الإيجابي في مستقبلها المنظور وإن كان يحتاج دعما مستديما من السلطات العليا للبلد .
إن المتتبع لجالياتنا وتاريخ تشكلها واتجاهات إقامتها يدرك أن الغربة ليست خيارا طوعيا وإنما خروج وتمرد على الواقع الشخصي المرتبط بنظيره العام، بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية طيلة الحقب السالفة من تاريخ البلد أجبر وللأسف فئات هامة من أبناء بلدنا على مغادرته كانت الفئة الشابة تمثل غالبيتها وهو ما ساهم في التأثيرات السلبية على الحالة العامة في البلاد، مما يتطلب المواصلة في هذه الجهود المباركة بشقيها الرسمي والشعبي حتى يتعزز الأمل وتتوالى الإنجازات وتعود الروابط بالوطن قوية ومستديمة.
محمد محمود/ محمد الأمين أحمد دولة:
أمين عام اتحاد مكاتب الجاليات الموريتانية في العالم.
أمين عام مكتب الجالية بتونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى