أحمدُو ولد محمد المصطفى التاريخ المجيد والخسارة الوطنية

باباه ولد التراد

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا). صدق الله العظيم

فقدت موريتانيا اليوم علما من أعلامها الوطنية ورمزا فذا من  أبنائها المخلصين، صاحب المحامد الجمة والمكارم الجليلة، ذلكم بحق هو البدر المنير والفتى الشهير  الأستاذ الكبير والمدير المتميز أحمدُو ولد محمد المصطفى  ولد السالك ولد بلول العالم الجليل..الذي تسنم ذرى المعالي ، وضنت على الدنيا بمثله اليالي ، أبو اليتامى والأرامل والمساكين وابن السبيل ، صاحب الفضائل  والفواضل  والسماحة ، والأخلاق الحميدة والفعل الجميل والقول الحسن  .
حامل لواء الشهامة ،  والمروءة والكرم  والنبل وعلو الهمة ، والإرتقاء بالنفس والاهتمام بالمصالح العامة ،
 فقد كان رحمه الله رجلا مهيباً حلو المجالسة قوي الشكيمة ، عزيز المنال صادقا جسورا طودا شامخا، لا يهاب سلطانًا في الحق ، وكان كثير الإفادة قوي المشاركة ، له شمائل جمة ، ومناقب حميدة .
رحلَ شخص الفقيد أحمدُو رحمه الله وبقي أَثَرُه شامخا شاهدا خالدا   مؤكدا أن “ذكر الفتى عمره الثاني” وأن “الرجل العظيم هو من يعطي الدنيا أكثر مما يأخذ منها”.
وهذا يؤكد صحة تلك العبارة الموحية: “ليس هناك في البقاء والخلود ما يضاهي المجد لأنه لا يشيَّد باللبنات والحجارة والحديد.مقر المجد هو في قلوب وأذهان الرجال. إنه لا يتحطم”.
لقد وهب هذا الفتى حياته لمجتمعه ووطنه، بعد أن تشبع بالدين الاسلامي الحنيف في بيت علم وورع  وكرم ومروءة، استلهم منه الإيثار والتضحية ، حيث يصدق فيه  وفي أسرته الكريمة   ما وصف به أحمد  الامين ولد عبد الرحمن باب ولد الشيخ سيدي حين يقول:

ملاذ الناس إن عظم الدواهي= وغيث إن تتابعت المحال

و أبلغهم و أحسنهم مقالا =و أصفحهم و حق لك المقال

“أبوك خليفة ولدته أخرى =و أنت خليفة ذاك الكمال”

ومع هذه الخصال كلها فقد راكم الفقيد رحمه الله لمجتمعه العام والخاص ذكرا حميدا إضافيا،  لذلك اعتبره الجميع من أهم الأعيان محليا وجهويا ووطنيا، مع ماحظي به من تقدير عند الطبقة السياسية والاجتماعية .

سَلْ عنه وانطق به وانظُر إليه تَجِدْ … مِلء المسامِعِ والأفَواهِ والمُقَلِ .

وقد كان رحمه الله متمسكا بالسنة النبوية ومستعدا ليوم القيامة  ، ويعتبر أن ألأساس في كل عمل هوالاخلاص لله تعالى ، والاستقامة والدوام على فعل الخير، والاعتماد على الله ، وكان رحمه الله يحرص على مجالسة العلماء والصالحين ، وكان منفقا في سبيل الله ، ورحيما بالضعفاء .

لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه … حلو شمائله عفيف المئزر.
خلف وراءه فراغا كبيرا ، لكن تاريخه المجيد بقى خالدا ، ومع ذلك نام وهو قرير العين لأنه أدى مهمته ، وترك للمجتمع أفراد أسرة كراما جاهزين لخلافته،
فلأسرته الكريمة أبناء وإخوة وابن أخ فاضل الدكتور محمد ولد محمد العاقب..نقدم أخلص التعازي القلبية في هذا المصاب الجلل في فقيدنا الكريم ابن الكريم ابن الكريم ..كما نقدم أصدق التعازي لمجتمعه العريض في كرو ومن ثم لموريتانيا كلها.

تغمد الله الفقيد أحمدُو بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى