إجراءات عزل اترامب:كلما تريد معرفته(أسئلة وأجوبة)

دعك من الأفلام الدرامية في نيتفلكس، ففي الواقع، نادرا ما يمكن أن نرى رئيسا أمريكيا يوشك على فقدان منصبه إثر تحرك الكونغرس ضده.

فإذا كنت من هواة الدراما السياسية، عليك الاستعداد للدراما السياسية الأكثر جدية وواقعية، إذ تبدأ في 13 نوفمبر/تشرين الثاني جلسات الاستماع في التحقيق الرسمي بشأن تفعيل إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لنتحاور إذن: ستقول:

أنا مستعد. هل من إشارات عن النهاية؟

أخشى أن الإجابة هي لا. سيكون هناك الكثير من الارتجال في هذا النوع من الدراما. لكن يمكنني الإجابة عن بعض الأسئلة الأكثر تكرارا.

حسنا. ما هو العزل؟

العزل هو نوع من المحاكمة التي قد تؤدي إلى الإطاحة بالرئيس الأمريكي عن طريق الكونغرس.

البعض يظن أن العزل يعني يعني طرد الرئيس من منصبه بشكل مباشر. لكنه في الحقيقة بداية عملية من خطوتين، تتم من خلال غرفتي البرلمان.

وفي البداية، ينظر المشروعون في مجلس النواب في الأدلة، للبت بشأن توجيه اتهامات للرئيس، أو كما تقول الديباجة “التوصية باستخدام نصوص العزل”.

لكن مهمة المحاكمة الفعلية تقع على عاتق الغرفة العليا للبرلمان، وهو مجلس الشيوخ. وإذا أُدين الرئيس، يُعزل من منصبه ويحل محله نائب الرئيس.

فهمت. كم رئيسا أمريكيا واجه إجراءات العزل؟

اثنان: أندرو جونسون عام 1868، وبيل كلينتون عام 1998. وفي الحالتين حرك مجلس النواب الإجراءات، لكن مجلس الشيوخ برأهما.

وفي عام 1974، استقال الرئيس ريتشارد نيكسون بعد الكشف عن تجسسه على معارضيه، في ما عُرف بـ “فضيحة ووترغيت”، إذ كان يعرف أن مجلس النواب حتما سيحرك إجراءات العزل، وسيطيح به مجلس الشيوخ.

ماذا عن ترامب؟ لماذا يواجه إجراءات العزل؟

اتهم ترامب بسوء استغلال منصبه، واللجوء إلى حيل قذرة لتعزيز فرصه في الفوز بالانتخابات في العام القادم.

 

واتهم ترامب بالضغط على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للبحث في معلومات تضر بمنافسه في الانتخابات، جو بايدن، وأسرته. وبايدن كان نائب الرئيس السابق أوباما، والمنافس الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المقبلة أمام ترامب.

إذن، هل خرق ترامب القانون؟

لا يتفق الجميع على أن يُعزل الرئيس لمجرد أنه طلب من قائد أجنبي التحقيق في مزاعم عن منافسيه.

يقول ترامب إنه لم يسيء التصرف، ويصف إجراءات العزل بأنها عملية “جنونية، ووهمية، ومدمرة، وحزبية جدا”. كما أعلن البيت الأبيض أنه لن يتعاون في التحقيقات.

لكن ترامب يواجه الكثير من المتاعب منذ أن كشف أن الموظفين عن المكالمة الهاتفية التي أجراها مع زيلينسكي في 25 يوليو/تموز الماضي.

وعلق ترامب مساعدات عسكرية لأوكرانيا تقدر بملايين الدولارات. وقال أربعة مسؤولون كبار إنه أوضح أنه لن يفرج عن هذه المساعدات حتى تبدأ أوكرانيا تحقيقا بشأن منافسه. لكن البيت الأبيض نفى ذلك.

 

ما الخطوة التالية؟

سيجري المشرعون تحقيقات من خلال مجموعات صغيرة، تسمى لجان. وكل لجنة تتخصص في نقطة أو أمر قد يكون على صلة بالقضية، مثل لجان العلاقات الخارجية، أو العمليات المالية، أو العدل. وسيحضر شهود للشهادة في جلسات علنية.

ويحق للمحامين الممثلين للرئيس المشاركة في هذه الجلسات.

وإذا خلصت اللجان إلى ترجيح الاتهامات ضد الرئيس، يمكن أن يصوت مجلس النواب على قرار العزل.

ما فرص إقرار العزل؟

يتطلب الأمر في هذه المرحلة أغلبية بسيطة ليتمكن مجلس النواب من التصويت لعزل الرئيس. وبما أن الحزب الديمقراطي يمثل الأغلبية في مجلس النواب، تزيد احتمالات تفعيل إجراءات عزل ترامب فعليا.

وقال كبار ممثلي الحزب الديمقراطي إنهم يريدون أن يتم التصويت قبل نهاية العام.

أمر مذهل! فما فرص طرد ترامب فعليا؟

لن يعد ترامب حقائبه لمغادرة البيت الأبيض بعد. فالحزب الجمهوري يسيطر على 53 من أصل مئة مقعد في مجلس الشيوخ. ويتطلب عزل الرئيس نهائيا التصويت بأغلبية الثلثين.

فإذا لم يتخل عنه عدد من أعضاء حزبه (حوالي 20 عضوا في هذه الحالة)، سيظل ترامب في منصبه. وحتى الآن، أثبت الحمهوريون ولاءهم له.

فما الغرض من إجراءات العزل؟ هل هي مجرد عرض سياسي؟

يقول مؤيدو ترامب إن المعارضة تحاول إضعاف فرصه في الانتخابات. فإجراءات العزل ستدمر صورته بشدة.

نتائج التحقيق في إجراءات العزل ستؤثر حتما في انتخابات عام 2020

لكن يمكنك تصديق كلمات رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، التي قالت إن البيت الأبيض تحت إدارة ترامب يحتاج لبعض التأديب “بسبب مستوى جديد وخطير من خرق القانون”.

وواجه ترامب، الملياردير الذي أصبح سياسيا، الكثير من المسائل القانونية، من بينها التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات عام 2016، ورفضه الإفصاح عن إقرارا الذمة المالية وموقفه من الضرائب، ومزاعم تقديم رشوة لامرأتين قالتا إنه أقام علاقة معهما.

وربما تكون مسألة أوكرانيا-بايدن هي القشة الأخيرة في قائمة إساءة ترامب التصرف.

لكن تذكر: العزل أمر ينطوي على مخاطرة للمعارضة كذلك. وإذا لم ينجح التحقيق، قد ترتد نيرانه عليها في انتخابات 2020، وتؤذي الديمقراطيين في أشد المناطق التي ينافسون فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى