«الجمهور الافتراضي» يضاعف متعة مشاهدي مباريات الدوري الألماني

القنوات الناقلة للدوري الإنجليزي ستبدد ملل المتابعين بخدمة مماثلة

في الوقت الذي تتخذ فيه كرة القدم بعض الخطوات المبدئية من أجل العودة إلى الوضع الطبيعي قبل تفشي فيروس «كورونا»، يستمر الدوري الألماني الممتاز في القيام بدور الريادة في هذا الصدد. وخلال المباريات التي شاهدناها في البوندسليغا بعد استئناف الموسم الكروي، كانت الملاعب خاوية على عروشها، كما كانت هناك تغييرات طفيفة على كرة القدم التي كنا نعرفها من قبل، فلم يعد اللعب على ملعبك وبين جماهيرك يمثل ميزة كبيرة، كما تعرض عدد أكبر من اللاعبين للإصابات العضلية، لكن الشيء الملاحظ أن الكرة ظلت في الملعب لفترات أطول من ذي قبل.
وقد تعاملت شبكة «بي تي سبورت» الرياضة مع متابعيها في المملكة المتحدة بطريقة مبتكرة في عطلة نهاية الأسبوع، حيث بات بإمكان المشاهد الاستماع إلى أصوات «الجمهور الافتراضي» في مباريات الدوري الألماني الممتاز منذ استئناف النشاط الكروي هناك في منتصف مايو الماضي. وإذا حكمنا على الأمور من خلال استطلاع للرأي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن رد الفعل كان إيجابياً إلى حد كبير. وبعدما كان من السهل على مشاهدي المباريات أن يسمعوا أصوات اللاعبين وهم يتحدثون معاً وأصوات المديرين الفنيين وهم يصرخون بجوار خط التماس، فإن أصوات الجماهير –حتى وإن كانت مسجلة– قد ساعدت المشاهدين على التغلب على الشعور بالملل.
وتمكّن أولئك الذين كانوا يشاهدون المباراة التي فاز فيها بروسيا دورتموند على ملعبه على هيرتا برلين بهدف دون رد، من الاستمتاع بأصوات جمهور المدرج الجنوبي لملعب «سيغنال إيدونا بارك». وكان القائمون على تشغيل صوت الجمهور –من استوديو «سكاي جيرماني» في ميونيخ– يجيدون التعامل مع الأمر تماماً، حيث كانوا يستعينون بأصوات جمهور كل فريق عند أي هجمة خطيرة أو تمريرة متقنة.
وعندما تقدم لاعب بروسيا دورتموند، إيمري تشان، من الخلف للأمام لتشكيل بعض الخطورة على مرمى الفريق المنافس خلال الشوط الأول، كان القائمون على تطبيق هذه التقنية يشغلون أصوات التصفيق. وعندما سقط مدافع هيرتا برلين، ديدريك بوياتا، في منطقة الجزاء، قاموا بتشغيل أصوات الجمهور وهو يردد صافرات الاستهجان عندما رفض حكام اللقاء احتساب ركلة جزاء بعد رجوعه إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار).
وكان المشاهد يشعر بالراحة وهو يستمع لأصوات الجماهير في سياقها الصحيح وفقاً لأحداث المباراة. ومن المؤكد أن مشاهدة أي مباراة تُلعب من دون جمهور تتطلب قدراً أكبر من التركيز، على عكس المباريات التي تُلعب في حضور الجماهير، لأن أصوات الجماهير قد تجذب انتباه المشاهد للعبة معينة بسبب رد فعل الجمهور تجاهها.
وخلال أول مباراة لبروسيا دورتموند بعد استئناف النشاط الكروي، والتي حقق فيها الفوز على شالكه برباعية نظيفة، كان الصوت الأكثر سماعاً في ملعب المباراة هو صوت اهتزاز المحولات الكهربائية اللازمة لإضاءة الملعب الذي تم بناؤه لاستيعاب 81 ألف متفرج. لكن خلال مباراة بروسيا دورتموند أمام هيرتا برلين –ورغم أن أداء بروسيا دورتموند كان أقل بكثير من مباراته أمام شالكه– فإن أصوات الجماهير جعلت الجمهور يشعر بقدر أكبر من المتعة والإثارة.
وستشهد عودة الدوري الإنجليزي الممتاز تقديم خدمة مماثلة لمشاهدي المباريات الـ92 المتبقية عبر شاشات التلفزيون. أما بالنسبة للمهتمين بسماع أصوات لاعبين مثل جيمس ميلنر أو جوردان هندرسون، أو بحماسة كريس وايلدر وهو يقدم التعليمات للاعبيه في نادي شيفيلد يونايتد، فيمكنهم سماع صوت المباراة الطبيعي من الملعب من دون إضافة أصوات الجماهير. وقد حصلت القنوات التلفزيونية الناقلة للمباريات على إذن من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بالاعتماد على نظام يجعل أصوات جماهير النادي المستضيف للمباريات هو الأعلى، لمحاولة إعطاء شعور للمشاهد بأن الأمور طبيعية.
وتعهدت شبكة «سكاي»، التي ستعرض 64 مباراة، بإضافة «مجموعة من أصوات الجماهير التي تتناسب مع كل مباراة لكي تضيف جواً من الحماس والمتعة لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز»، كجزء من بعض الإجراءات التي تتضمن أيضاً وجود مجموعات الأصدقاء «يدخلون في دردشة حول المباراة ويضيفون بُعداً طبيعياً لأصوات الجماهير التي يسمعونها عبر الشاشة».
وستقدم «بي بي سي» للجمهور المباريات «بصوت الجماهير أو من دونه»، حسب رغبة المشاهد. ومن المتوقع أن تقدم «أمازون برايم»، التي تبث أربع مباريات، خدمة مشابهة. وبالتالي، ستكون هناك ضغوط على جهات البث التلفزيوني لإنتاج نسخة دقيقة من أصوات الجماهير على ملعب «آنفيلد» أو ملعب الإمارات أو ملعب غوديسون بارك. لكن يجب أن نعرف أن هذه التجربة قد لا تكون مثالية، وأنها لا تحظى بموافقة كاملة في ألمانيا، حيث لا تشعر بعض روابط الجماهير بالرضا عن استئناف النشاط الكروي من دون حضورها للمباريات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى