هوس العودة L’obsession du retour (ح3)

المنحة

..”أنيريه ..أنيريه”..سمعت صوته دون رؤيته،إنه انكرتا يناديني داخل مجموعة الشباب ،حيث كنت ضائعا أمام لوحة إعلانات وزارة التهذيب الوطني.

عالم صغير من حملة شهادة الباكالوريا الجدد الفضوليين يتزاحمون لمعرفة نتائج التوحيهات خارج البلاد،الكل يحلم بذلك.

“المغرب !المغرب!”،صاح أبن عمي متعجبا و منفعلا.خرجت بكل قواي من الجموعة ورأيته يخرج خلفي.بذلت جهدا كبيرا لأخرج من هذا الجمع عندما ناداني أنكرتا ،لكني لم أجد القوة  للخروج من تلك الكتلة البشرية إلا عندما سمعت المملكة الشريفة.

|ماذا؟| المغرب؟ هل أنت متأكد؟|،سألت مرة أخرى غير مصدق للخبر،”المغرب؟”.أسرع أنكارتا إلى واحتضنني ليهنئني.كان لا يزال هناك الكثير من البشر لكي أتأكد بنفسي من الخبر.انتظرت حتى خف الإقبال لأرى بأم عيني.وجدت صعوبة في التصديق.

“نعم!المغررررب،مؤكد،لقد سمعت”،أكد صديقي بابتسامته الطيبة المألوفة لدي.

  • المغرب!وفي أي اختصاص”،سألت؟
  • لست أدري ،لم أدقق.

لقد تأكدت أنني حصلت على منحة للدراسة في الخارج،رغم أني لا أصدق ذلك.التوجيه يبقى ثانويا بالنسبة لي،المهم أنني حصلت على منحة للدراسة في الخارج.

عادة ما يكون التوجيه غير مهم بالنسبة لحملة الباكالوريا الجدد،الذين لا يعرفون الاختيار عادة.بيد أنني ألقيت بنفسي مرة أخرى داخل المجموعة التي تتفحص الإعلان والتي خف عددها،لأكتشف طبيعة الدراسات التي علي القيام بها.لا يزال الزحام شديدا ويزداد مع القادمين الجدد،ومع إثارة النداء بأسماء الدول:الجزائر،فرنسا،المغرب،السنغال،تونس…أو أيضا المادة كذا والمادة كذا:الطب،الهندسة المعمارية،الزراعة….أخيرا استطعت الوصول إلى لوحة الإعلانات ،حيث استطعت التأكد من كل ما يعنيني.

“في أي اختصاص ؟”سأل ابن عمي الذي استعجل قبل قليل ،في البحث ونسي قراءة الكل.

الزراعة.هذا لم يكن من اختياراتي،ولكن ستسير الأمور،إنه توجيه مثل أي توجيه.

لقد كان اختياري الأول الطب،ثم الصيدلة،دون اقتناع وأخيرا التسيير،بالفعل وحده الطب كان يهمني.

الزراعة…توجيه جيد أم غير جيد؟بدأت أتأمل في الموضوع،بينما منذ قليل لم يكن يهمني الاختصاص بقدر ما تهمني المنحة.

“ولكن ،أنيريه،أظن أن الزراعة شيء جيد؟أليس كذلك؟”

كأن أبن عمي كان يقرأ تفكيري.

  • أه صحصيح،بالتأكيد،خاصة بالنسبة لآفاق المستقبل،السدود على نهر السنغال،الري…سيكون الأمر جيدا.

الزراعة هي التي ستخلص بلادنا.

بدأت أتحمس قليلا دون قناعة،لأنني لم أكن محضرا،أنا الذي كنت آمل أن أدرس الطب.

يقولون إن كل الأطفال يتمنون دائما أن يكونوا أطباء.أنا لا أتذكر أنه كانت لدي رغبة كهذه.فقط خلال سنة الباكالوريا ،فكرت في هذا الخيار…….يتواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى