النقيب أبريكه ولد أمبارك يقدم قراءته لـ10يوليو(ح2)

قلت في الحلقة الماضية،إن حركة الـ10يوليو حركة جاءت ببرنامج واضح.
وكان هذا البرنامج يتضمن أولا،إيقاف الحرب،إصلاح الاقتصاد وإنشاء ٱلية لمشاركة الشعب في التسيير.
يبدو اليوم أن هذه الأهداف قد تحققت،فالاقتصاد قد تطور ما بين 1978و2020،واصحبت الأحزاب تمارس السياسة بكل حرية واصبح هناك برلمان وانتخابات ديمقراطية،كل ذلك تحقق رغم النواقص،إذ لا يوجد عمل بشري بلا نواقص
.فاللجنة العسكرية،عندما جاءت للحكم حاولت إشراك الشعب،بداية خلال حكم المرحوم المصطفى ولد محمد السالك،أنشئ المجلس الاستشاري،وكان ينتظر أن يكون هيئة لمشاركة الشعب،لكن صراع التيارات والقبائل أفشل تلك التجربة.
ثم طرح مشروع دستور لحكم برلماني،لكنه عرف نفس المصير،وكانت المحاولة الأخيرة هي تشكيل حكومة مدنية،لكنها فشلت هي الأخرى. أمام هذه العقبات،فكرت اللجنة العسكرية برئاسة محمد خونا ولد هيداله،في إطار او وسيلة لإنقاذ الدولة من التفكك،فأنشأت هياكل تهذيب الجماهير.
فلسفة الهياكل التنظيمية،هي فلسفة تنطلق من الأسرة ومن الهياكل الاجتماعية.والأسرة بالنسبة لديننا هي الحجر الأساس للمجتمع،فالإنسان خارج المجموعة لا دور له.
ومن هنا انطلقت هياكل تهذيب الجماهير،من أجل إضعاف سطوة الدعوات القلبية والجهوية والعرقية،التي كانت تهدد كيان البلد.فأنطلقت من الأسرة ،فالخلية ثم الحي،وجعلت علاقة الانتماء على أساس التنظيم وليس القبيلة او الإثنية او اللون.
وخصوصية الهياكل بين التنظيمات اللتي سبقتها،هو أن تلك التنظيمات تتبع لإديولوجيات تأسست في دول اخرى،بينما الهياكل تخضع في تنظيمها لأفكار وفلسفة محلية،تأخذ في الإعتبار خصوصيات مجتمعنا،بما في ذلك المرحعية الروحية.
لذلك كانت هياكل تهذيب الجماهير،ضد تلك الأفكار المستوردة والتي لا تتماشى وخصوصياتنا.
المادة الـ2 من نظام الهياكل الداخلي تقول،إن الهياكل ستشارك الشعب في تدبير أموره،وهذا يعني انه لن تفرض عليه الأفكار والحلول المعلبة.
كما كانت الهياكل مدرسة تعلم الشعب من خلالها ممارسة الديمقراطية،حيث تعلم المواطنون الانتخاب والتصويت،وهذا شيء نجحت الهياكل في تحقيقه ومن الأمانة الفكرية الإعتراف لها به…

يتواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى