هوس العودة L’obsession du retour(ح8)

….يستطيع أن يقدم لك بسهولة تشكيلة حكومة دولة ،مثل المغرب والسنغال.دفعه فضولة إلى قراءة الصحف حتى قبل الذهاب إلى المدرسة،التي بدأها مباشر من السنة الثالثة من التعليم الإبتدائي.لم يمنعه ذلك من أن يكون الأول في الصف نهاية السنة.لقد ساعدته دراسة القرآن التي أخرت التحاقه بالمدرسة في أن يتقدم بسرعة.

  • قال مستأنفا الحديث،”بخصوص الملك ستجد الفرصة لترى من قريب كيف يحتفلون بعيد العرش الذي يصلنا صداه هنا”.انتقل الحديث من المغرب إلى الاك،والأيام المقبلة المتبقية لي للإستفادة من العطلة.علي أن أنظم برنامجا صغيرا لكي تكون هذه الفترة القصيرة فترة لا تنسى،بالنسبة للطالب الجديد والأول من المجموعة ، الذي هو أنا. علي قضاء إجازة مركزة.أقترح أصدقائي أن نقضي بعض الوقت في كورال وتوفوندي ديابي،قريتي أصدقائنا في الريف،وأن اسجيب لدعوة أو أثنتين من بنات جيلنا في مدنتنا الصغيرة.
  • “أين ذلك الذي يريد تركنا؟”،قالت ميمونة وهي تدخل علينا الغرفة قاطعة حديثنا.إبنة عمي من جيلي العمري والأقرب لي في السن.
  • آه ميمونة،إنها أشهر قليلة فقط وسأكون بينكم إذا سارت الأمور على ما يرام،في العطلة القادمة.هل ستأتي صديقاتنا في المساء؟أنا مستعجل لرؤية الجميع بعد كل هذا الوقت الذي أضعت في نواكشوط.
  • أكيد سأتولى الأمر.
  • كيف حالهن؟أرجو أن تقضوا إجازة ممتعة.أما بالنسبة لي فلم اتنسم بعد رائحة العطلة ولا الراحة،أرجو أن أعوض.
  • نحن أيضا لم تبدأ عطلتنا إلا مع عودة أنكرتا من نواكشوط،حيث انتعش الجو،قبل ذلك كان راكدا.
  • للأسف أنني لن أبق هنا بقية العطلة.
  • سنفتقدك،أنيريه ستراسلني،أليس كذلك؟ ولا تنس خاصة أن ترمي صورة لي في الظرف!موافق؟
  • لا تقلقي ميمونة،سأرسل رسالة فور وصولي للرباط،وعد.

كانت أرض عمي محاذية لأرضنا.جلبت ميمونة معها قدحا من التفام(أزريك)،كعادة بنات الفلان عندما تقصد جيلها من الذكور في الحي،والجار خاصة.كل مجموعة أو قادم جديد حتى لو لم يكن من نفس الجيل العمري،يستقبل بهذا المشروب.ذلك ما تمليه تقاليد الحياة بالنسبة للفتاة الفلانية.

إلى جانبي كانت أختي الصغير فاتمتا تحضر الأتاي وهي تمازح أنكرتا بين الحين والحين.بالنسبة لي مؤشرات اليوم رائعة ،بعد الأسابيع المرهقة في العاصمة.كنا نتحدث في كل شيء وفي لا شيء.عاد حديثنا إلى سفري القادم،وكنت كل مرة أوجهه إلى وجهة أخرى.أسأل عن أخبار كورال وتوفندي أديابي.

في اليوم الموالي ،زارني صمبا هولي باكرا،قبل أن يحضر أصدقائي لإصطحابي.هنأني للحصول على منحة.أنتهزت الفرصة لأريه جوازي الجديد.أظن أنها المرة الأولى التي يرى فيها وثيقة كهذه.أخذ يقلبه في جميع الاتجاهات،كما فعلت أنا عندما استلمته.

صمبا من الجيل العمري الذي يلينا مباشرة،وقد حصل مثلي على شهادة الباكالوريا ولكن في الآداب العربية وفي ألاك،لأنه تابع دراسته بالعربية.زملاؤه البظان في الثانوية كانوا يعيطون به كطالب لامع وكانوا يتعاونون خلال الدروس المسائية بكل سرور.الآن عليه أن يبتقى في نواكشوط لدراسته العليا.والدته على قرار والدتي بذلت جهدا كبير لكي يصل إلى هذه النتيجة.

في بداية الثلاثينات قرر منمون فلان التقري في هذه البقعة من ألاك.أشئت قرى ،قبل أن تتمدد شيئا فشيئا إلى شكار شمال المدينة ،مرورا بسدوم،تاسورتا ومال شرقا.في كورال كنا مرتبطين خصوصا بأبناء عمومة.في هذه القرية كنا في أغلب الأحيان عند آم مودي الذي لا تفتؤ خالته دييل تسأل عن أخبار ذويناعلى التوالي.في توفوندي ديابي،ننزل عند كلل وحاميدو أبرل،الذي تسر والدته بإكرامنا أكثر من أبنائها……يتواصل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى