من شرعية ” الإنجازات” السرابية إلى شرعية التفاؤل والأمل

د/إزيد بيه محمد البشير

انقضي عام على آخر أيام نظام نوم شعبه بالترويج لإنجازات اتضح أنها كانت قشرية إلى حد بعيد وسرابية إلى حد أبعد؛ إذ لم تصمد انجازاته التي بنى عليها شرعيته أمام أول تحقيق متعجل قامت به لجنة برلمانية ضعيفة الوسائل قليلةالخبرة في الميدان، فكشفت مقدار الصلف والعدوانية وانعدام الحياء التي كان هذا النظام يسوس بها شعبه؛ تماما كما انهدت هذه الشرعية أمام أول قطرات الغيث التي شهدتها البلاد مؤخرا فجرفت ما تبقى منها بتهديم الطرق التى كانت أبرز مفاخر العشرية فقطعت بتهدمها اوصال المدن وهددت أرواح السائرين بينها لينضاف إليها الانهيارات المزلزلة في ميادين الثروات الوطنية الأخرى ناضبها ومتجددها بسبب الاتفاقيات المجحفة مع شركات النهب الوهمية التي كشف عنها التقرير؛ والديون المهدورة التى ضاعت في الانجازات المغشوشة .
وعلى أنقاض شرعية “الأنجازات” التي بنى عليها نظام العشرية مقبوليته والتي كانت كارثيتها مكشوفة حتى لعامة الناس في هذا البلد، مضى خمس مأمورية نظام نخشى أن يكون قد اتخذ هو الآخر لنفسه شرعية من طبيعة أخرى سأسميها شرعية التفاؤل والأمل متأتية من مقدار الكره الذي يكنه الشعب المغدور لنظام خذل تطلعاته وبدد ثرواته وفاقم مآسيه؛
ومتأية من الفروق الشخصية بين القائدين حيث حل التأني ووضوح الرؤية والسعي إلى التخطيط والبرمجة ورد الاعتبار لمختلف أطياف الشعب على الاقل بصيانة الكرامة ، محل الصلف والنزق والارتجال واسترذال المواطنين سواء منهم المحكومين أو المحكوم بهم
ومتأتية أيضا من محيط إقليمي مجاور أو لصيق بثت منه رسائل تأبى استمرار فساد الأنظمة وأفسادها.
لن يستطيع مكابر أن يقول إن خمس المأمورية قد أهدر فقد شهد إنجازات كبيرة وهامة ليس أقلها تهدئة الجو السياسي ونشر السكينة بين صفوفه؛ وهد أركان التسلط لدى المنصرف في الميدانين العسكري والسياسي بكياسة وهدوء؛ واندحار خطابات التشاتم والتدابر والتوتير ؛ واجتراح أسلوب التحقيق والتحقق سبيلا لوضع حد للافلات من المساءلة والعقاب تأسيسا لتحصين البلاد من سطوة من يحكمونها مستقبلا بأمر أنفسهم، كل ذلك في سياق دولى يجتاحه وباء عالمي بغيض اربك حتى أقوى وأغنى أغنيائه.
ورغم ما أنجز حتى الآن فإن الآمال ما زالت عراضا والتطلعات إلى المزيد من الانجازات التي تنفع حياة الناس وتمكث في الأرض مازالت كبيرة وسقف المطالب الشعبية في ميادين الانجاز مازال مرتفعا؛
وارتفاع سقف هذه المطالب هو ما يجعلنا نشك أن تكون شرعية التفاؤل وحدها قادرة على الصمود، وعلى الإنجاز وعلى مواكبة التطلعات الشعبية العارمة في ظل الاستمرار في الاعتماد على ذات الأدوات التي استخدمتها العشرية لتهديم البلد وتهشيم آمال أبنائه وتطلعاته؛ وايضا أمام سيل التعيينات التى مازالت تترى ضمن أطر العشرية وكوادرها الفاسدة .
ثم أليس انقضاء خمس مأمورية رئاسية كافيا للوصول على الأقل إلى العتبة الأولى في درج التغيير والإصلاح المؤملين.
أنا لست من محبي العجرفة والتسرع والارتجال، لكن الأفراط في التأنى، والتباطؤ في قطع سواعد الهدم، وقد عرفت، يريبني ويشتت تركيزي الذهني ؛ لذلك فإنني أرجوكم سيادة الرئيس أن لا تقصروا مطامحنا في العدل والبناء والتعمير والنهوض على شرعية التفاؤل والأمل وحدها بعد أن استنزفتنا وأهلكت حرثنا شرعية ” الإنجازات” السرابية للعشرية؛
والأمر ملح وعاجل غير آجل ولا رائث؛وقاكم الله شر بطانة العشرية ومزينيها ومبطئي حركة الإنجاز من أهلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى