هل دقت ساعة الصفر؟

لم يعرف الخطاب الإسلامي في موريتانيا حدة كتلك التي ظهرت في خطبة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو-الذي اتخذه التيار الإسلامي الموريتاني زعيما روحيا له-حول إغلاق السلطات لبعض المحاظر التابعة للجماعة،بحجة عدم الترخيص.

وهو ما ظهر كذلك في خطاب الزعيم السياسي للجماعة،رئيس حزب التجمع من أجل الإصلاح والتنمية(تواصل)،السيد جميل ولد منصور،في مهرجان في مدينة بتلميت.

لقد أعتبر الأول أن من أغلق المحاظر سيزول وتبقى المحاظر،التي لا تحتاج لترخيص،أما الثاني فأراد أن يصور ما حدث على أنه حرب على الإسلام في بلد يدين أهله جميعا به.

لماذا أختار هذان الزعيمان خطاب التحدي،بدل اللجوء إلى الإجراءات القانوية،على الأقل حتى استنفادها والتأكد أنها ليست الطريق الصحيح؟

وكيف لشخصية علمية مثل الشيخ الددو أن تتجاهل سلطة الدولة على مناهج التعليم فيها؟

وكيف لزعيم سياسي يرأس حزبا من بين أعضائه عدد من المشرعين أن يتبنى خطابا مخالفا للتشريعات المعمول بها في الدولة،والتي يعرف هو أنها تشترط الترخيص لكل نشاط،تجاري كان أو ثقافي أو سياسي أو حتى إعلامي؟

أسئلة كثيرة فرضتها هذه الخطابات ،وأهمها هل قرر الإسلاميون في موريتانيا أن الوقت قد حان وأن ساعة الصفر قد دقت،لقضاء فريضة الربيع العربي التي كانت قد فاتتهم في الوقت،عملا بـ”وجب قضاء فائتة مطلقا”؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى