سجناء سلفيون في رسالة للرئيس:كنا على خطأ ونطلب الصفح(نص الرسالة)

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،

إلى الجهات المعنية وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد …

فإننا نحن الموقعين أسفله، سجناء ما بات يعرف بـ: “ملف السجناء السلفيين”، نجدد التأكيد على نبذنا لنهج الغلو في الدين، وتمسكنا بما قرره علماء البلد العاملين من توجيهات فكرية، ونصائح منهجية؛ أزالت عنا شبهات التنطع وغشاوات الجهل، الذي هو السبب في كل انحراف.

ولما اتضح لنا الحق كان لزاما علينا أن نرجع إليه، فالرجوع للحق خير من التمادي في الباطل قال الشاعر :

إذا اتضح الصواب فلا تدعه ** فإنك كلما ذقت الصوابا

وجدت له على اللهوات بردا ** كبرد الماء حين صفا وطاب

فخامة رئيس الجمهورية

لقد قدّر الله أن تأثرنا – أيام المراهقة الفكرية – بأفكار الغلو والتطرف، وساعد على ذلك جو التضييق والحصار للعمل الإسلامي الذي شهدته التسعينات وما بعدها، وهو ما أدى بنا إلى جنوح وانحراف عن الجادة السوية لهذا الدين .

وكانت فترة السجن التي عشناها مرحلة مهمة في حياتنا – رغم ضررها القاصر والمتعدي – إذ شكلت فرصة لتقييم ما اعتنقنا من أفكار، ونَهَجْنَا من رؤى، من خلال كثير من التأمل والقراءة والمباحثة؛ فعرفنا من أين أُوتِينا، وأدركنا أن معرفة الحق وسلوك الصراط المستقيم تقتضي الأخذ عن العلماء الراسخين والرجوع إليهم في كل ما يعرض والاسترشاد بهم والاستنارة بآرائهم، وخرجنا من ذلك بيقين عميق أننا كنا على خطأ في ذلك المنهج، الذي يأباه ديننا وترفضه قيمنا الحضارية، وتجرمه قوانيننا، التي هي بحمد الله مستنبطة من تشريعات هذا الدين.

وفي سياق تلك المراجعات أدركنا أن الجهاد، الذي هو ذروة سنام الإسلام، ليس عملا طائشا يقوم به كل من شاء، فيستهدف مستأمنا أو رجل أمن… بل هو حكم إلهي، منطلقه حب الخير للناس ومنع الظلم، وغايته حفظ الدين وحماية البيضة، والمخاطب باتخاذ قراره أولو الأمر من العلماء والأمراء.

وأن غيرهم من عوام المسلمين ليسوا مخولين شرعا بالخوض فيه، لأن ذلك مهمة ولاة الأمر والعلماء الراسخين كما قال تعالى: … (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).

ونحن اليوم بحمد الله مدركون تماما أن التعايش السلمي، الذي يقوم على احترام قناعات الآخرين مهما اختلفت عنا، هو النهج السوي الذي تحتاجه بلادنا من أجل مستقبل واعد .

وإذ أدركنا هذه الحقائق، ورجعنا عما ابْتُلينا به من غلو وانحراف ابتغاء وجه الله وندما على مخالفة أمره، قررنا أن نعلن عن ذلك، وترجمناه فيما وجهنا إليكم من رسائل ما كنا لنوجهها لولا أنها نتيجة لقناعة راسخة، وليست مجرد وقوع تحت إكراهات السجن، رغم ما عشناه في سجننا من شدة وقسوة .

ونحن إذ نعلن هذا، نرجو أن نُعَامل بما يناسبه من عفو وصفح، حتى نكون لبنة صالحة في مجتمعنا المسلم.

فخامة الرئيس

تعلمون أننا نعيش ظرفية خاصة، تتطلب تجاوبا إيجابيا، وتكاتف الجهود، والتعاون على البر والتقوى، والسعيد من جعله الله منفسا لكربات المؤمنين.

وها نحن نمد الأيدي ابتغاء الصلح مع مجتمعنا المسلم، ونسأل الله أن يوفقكم، وأن يجعلكم مفاتيح للخير مغاليق للشر، ونذكركم ونبشركم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة”.

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الموقعون:

محمد اشريف ولد سيد محمد

محمد ولد أحمد الملقب محمد خالد

الشيخ ولد امهابه

محمدن ولد صنبه

عبد الرحمن ولد أرده

باب الناجي ولد أحمد

يوسف شريف كاليسا

محمد لمين ولد امباله

سيدي ولد سيدنا

أحمد كوري ولد خي

محمد الحافظ ولد الشيخ

التقي ولد يوسف

الحضرامي ولد اسويدي

محمد ولد شبرنو

سيدي محمد ولد اعل لصفر

سيدي محمد ولد بزيد

الحسين النجاري

محمد عبدو

عبد الرحمان ولد محمد الحسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى