المؤتمر الدولي الأول حول الانتخابات وتحديات التحول الديمقراطي

ورد خطأ في نشرتنا ليوم الجمعة 19 فبراير 2021 خبر بعنوان ” الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول للمنظمة العربية للادارات الانتخابية” . وتلافيا لهذا الخطأ ننشر هذا البيان الذي وصلنا من المسؤول الإعلامي في اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا.

اختتمت أمس الأول الجمعة أعمال المؤتمر الدولي الأول حول الانتخابات وتحديات التحول الديمقراطي برئاسة الأستاذ ستار جبار رحمن؛ المدير التنفيذي للمركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط، رئيس المؤتمر، وبمشاركة مسؤولين وخبراء وباحثين ينتمون إلى منظمات إقليمية ومؤسسات أكاديمية ومراكز بحثية مختلفة في المنطقة العربية.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الذي استمر يومي 18و19 فبراير 2021 بمبادرة من المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وعبر منصة افتراضية تابعة له ، ودعم من للمنظمة العربية للادارات الانتخابية .
وقد تضمن جدول أعمال هذا المؤتمر العديد من القضايا الهامة نذكر من بينها العلاقة التكاملية بين الانتخابات والديمقراطية ، بين الوعي الانتخابي والوعي الديمقراطي، بين النظم الانتخابية وأشكال الحكم وأنماط الاقتراع، فضلا عن مشاكل الانتقال الديمقراطي، والعنف ٥الانتخابي، والعامل القبلي، وتأثير نمط الاقتراع النسبي على نظام التعددية الحزبية، والتمثيل السياسي للمرأة ، ودور الشباب في العملية الانتخابية، وأخيرا
وليس ءاخرا دور الإدارات الانتخابية في ضمان نزاهة العملية الانتخابية و شفافيتها ومصداقيتها.
وفي كلمته الافتتاحية ، أشار الاستاذ ستار جبار رحمن، رئيس المؤتمر الى أهمية الربط العضوي بين نتائج البحث العلمي في مجال العلوم السياسية والاجتماعية التي يمتلكها المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط ، وبين التجربة الانتخابية الغنية التي تمتلكها المفوضيات والإدارات الانتخابية في منطقتنا العربية.
ودعا إلى ” ربط العمليات الانتخابية بشكل عضوي مع التحول الديموقراطي ، مبرزا أهمية الانتخابات الحرة بوصفها ركنا أساسيا- وأن لم يكن الوحيد في العملية الديموقراطية ، خاصة وان العملية الانتخابية لا تشكلل لوحدها ضمانة للنفاذ إلى الديمقراطية وتوطين ممارستها وتكريسها في مجمل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
وقال إن مجتمعاتنا اليوم بأمس الحاجة إلى دراسة ظاهرة التحول الديموقراطي وتتبع مساراتها المختلفة ، وتجلياتها المتباينة، واخفاقات تطبيقها، و ما نتج عن ذلك من نكوص وعدم الثقة في الخيار الديمقراطي
كما تحدث أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر معالى السيد محمد فال ولد بلال، رئيس المنظمة العربية للادارات الانتخابية، مبرزا أهمية الدور الذي تقوم به المنظمة باعتبارها مؤسسة إقليمية عربية ، غير سياسية، تعنى بالجوانب الفنية من العملية الانتخابية، وتسعى لتعزيز القدرات الذاتية لأعضائها وتبادل الخبرات فيما بينهم، وصولا إلى الرفع من كفاءتهم وقدرتهم على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في بلدانهم.
ثم تحدث عن تأسيس المنظمة عام 2015 بمبادرة من ست إدارات انتخابية ، وكيف تمكنت من مضاعفة عدد أعضائها اليوم، ومن العمل ، بالتعاون مع شركائها الدوليين، على تأسيس شبكة المرأة العربية في الانتخابات. كما أنها تستعد حاليا لإطلاق شبكة مماثلة للشباب، وأخرى لذوي الإعاقة في مسعى لتمكين كل هذه الفئات من المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية.
وفضلا عن ذلك قامت المنظمة بتنظيم العديد من الورشات والندوات والمؤتمرات الإقليمية حول العديد من الموضوعات الهامة نذكر من بينها استقلالية الإدارة الانتخابية. وتسجيل الناخبين، ومعالجة الطعون الانتخابية. وتعزيز مشاركة المرأة في العملية الانتخابية، ودور الإعلام في تعزيز نزاهة العملية الانتخابية.
ولدى الحديث عن العلاقة التفاعلية بين العملية الانتخابية والتحول الديمقراطي، وهو الموضوع الرئيسي في جدول أعمال المؤتمر، أشار معالي السيد محمد فال ولد بلال إلى أن تقييم عملية التحول الديموقراطي بمفهومه الحديث ، ينبغي أن يأخذ في الحسبان ثلاثة اعتبارات:
الاول : غياب نموذج عربي أو إسلامي للحكم الديمقراطي يمكن الرجوع إليه أو استلهامه.
الاعتبار الثاني : محاولة خلق المؤسسات الديمقراطية قبل نشر الفكر الديمقراطي ، فيما يشبه وضع العربة أمام الحصان، عكسا لما حدث في الغرب، حيث مهد فكر النهضة لتأسيس النظم الديمقراطية،
الاعتبار الثالث : أن الديمقراطية عندنا لم تكن مطلبا جماهيريا نابعا من عمق المجتمع وثقافته، بل نتيجة لتحولات عالمية فرضت نفسها على الجميع ، مما اضطر الأنظمة الديكتاتورية إلى مسايرتها والقبول شكلا بالتعددية الحزبية والدعوة إلى انتخابات تنافسية ، بعد خلق ءاليات لافراغها من مضمونها .
وتساءل معاليه عما اذا كان بالإمكان اختزال الديمقراطية في صندوق الاقتراع قبل أن يجيب بالنفي، مؤكدا أن مفتاح التحول الديموقراطي يكمن في نشر الوعي المدني والثقافة الديمقراطية اختيارا وسلوكا وممارسة ، والتغلب على معوقات انتشار الامية والفقر وانعدام طبقة وسطى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى