هل نحن أسرى استراتيجيات التحكم في الشعوب؟

منذ وصول الرئيس الحالي،محمد ولد عبد العزير،والبلاد إما في أيام حوار أو تشاور أو تعديلات،أو إجراءات وقرارات تحير في أغلبها المراقب النخبوي،لكونه لا يجد مبررا منطقيا لإتخاذها ولا ضرورة ملحة .

وكل ما ظن المواطن أنه أنتهى من الإجهاد الناتج عن تلقي أو التعامل ،مع تلك الإجراءات وتلك التصرفات،حتى يباغته النظام بحلقة جديدة تنسيه ما سلف.

لم يكن قرار تعديل الدستور وتغيير العلم والنشيد الوطني إلا أخر حلقة ،قد لا تكون هي الأخىرة من هذا المسلسل ،المشوق رغم رداءة محتواه.

وكما الإجراءات والقرارات،كانت حوارات الرئيس وخطبه للجماهير تتسم بنوع من الإحتقار وكأن الخظاب موجه إلى متخلف عقلي أو صبي.

فهل ينتهج النظام ما عرف باستراتيجيات التحكم في الشعوب؟

لقد اختزل المفكر الآمريكي نعوم تشومسكي  الطّرق التي تستعملها وسائل الإعلام العالميّة للسيطرة على الشّعوب عبر وسائل الإعلام في 10 استراتيجيّات أساسيّة.

(1) استراتيجيّة الإلهاء: هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة.مثال هذه الاستراتيجية عاشته البلاد طوال الفترة التي خلت من حكم ولد عبد العزيز.

(2) ابتكر المشاكل … ثم قدّم الحلول: هذه الطريقة تسمّى أيضا “المشكل – ردّة الفعل – الحل”. في الأول نبتكر مشكلا أو “موقفا” متوقــَعا لنثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و حتى يطالب هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها.

أبرز مثال على هذه هي المشاكل التي بدأها النظام مع رجال الأعمال وانشاء ما عرف بتجمع أمن الطرق وسحب ملف الجوازات وبطاقات التعريف من الأمن وسحب التأشيرات من السفارات …

(3) استراتيجيّة التدرّج: لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)، على فترة تدوم 10 سنوات.أكبر مثال على هذه الاستراجية هو ارتفاع الأسعار وخاصة اسعار المواد الأساسية التي تجاوزت الحد المقبول بطريقة ظلت مقبولة.

(4) ستراتيجيّة المؤجّــَـل: وهي طريقة أخرى يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهة القبول وحتّى يتمّ تقديمها كدواء “مؤلم ولكنّه ضروري”، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. لقد ظلت هذه الاستراتيجية العمود الفقري لسياسة النظام خلال العقد المنصرم.

(5) مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار.لقد بدأ النظام انتهاج هذه الاستراتيجة منذ وصوله للحكم،واستطاع من خلالها أن يبرر للشعب انقلابه على ولد الشيخ عبد الله بإقالته لضابطين في جيش هو قائده بنص الدستور.

وهي التي ينتهج اليوم ليبرر تغيير العلم ،تخليدا للمقاومة،في الوقت الذي يفرض فيه لغة المستعمر التي كانت أكثر شيء قاومه الشعب الموريتاني وأسشتهد أبطاله في مقاومته.

لقد أفلح النظام لحد الساعة في تطبيق هذه الاستراتيجيات الخمسة بنجاح ليس فقط على عامة الشعب بل على من يدعون النخبوية.

فهل أصبحنا فعلا أسرى استراتيجيات التحكم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى