ماذا يحدث ؟ ولمصلحة من ؟

طبعا سؤال على لسان كل مواطن موريتاني لكن تبقى الإجابة حبيسة المجهول نظرا لغياب اي مصدر رسمي لتعليل الأحداث او مركز علمي سوسيولوجي لتقييم الوضع. سلسلة من الاعتداءات و الاغتيالات و جرائم السطو و السحل و الحرابة شهدتها العاصمة نواكشوط و روعت هدوء و قلوب الساكنة. سرعة البحث و القبض على الجناة دليل على خبرة و مؤهلات جهاز الشرطة و نتيجة لتعاون امني مخابراتي مثمر.
لكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه ماذا يحدث؟ و لمصلحة من؟ .من الطبيعي حدوث جرائم بين الفينة و الأخرى لكن المحير في الأمر تزامن و توقيت الجرائم و أنتشارها الملفت للأنتباه رغم الخطة الأمنية المحكمة.التوثيق بالصوت و الصورة و نقل مباشر الجرائم فتح الباب على مصرعيه للتأويلات الخاطئة و الشأئعات بعضها تطاول غير مقبول و غير مبرر للأجهزة الأمنية العسكرية و المدنية. كما حاول البعض بث سموم التفرقة و العنصرية و زعزعة النسيج الإجتماعي.خروج الرئيس القائد العام للقوات المسلحة في زي مدني فجرا مع فيادات أمنية رفيعة المستوى رسالة ضمنية ذات مغزى إعلامي له عدة قراءات و تحليلات.
التواجد الأمني المكثف في الشوارع و الأزقة الفرعية في أول الليل و السيطرة على الوضع من النقاط الإيجابية للخطة الأمنية لكن غياب إعلام متمكن تزامنا مع الإقتحامات و الإعتقالات قد يقلل من قيمة الجهود الجبارة المبذولة ليل نهار من طرف أفراد قوات أمننا العمومية و ما بيان الشرطة الأخير إلا خير دليل على غياب الإعلامي المتخصص رغم ضخامة و أهمية الإنجاز. من ناحية أخرى هشاشة مصادر الخبر و التأخر الرسمي في التعاطي مع الأحداث جعل المواطن في غيبوبة إعلامية أمنية و فتح المجال أمام العالم الأزرق الإفتراضي كمصدر للخبر(مثلا إطلاق النار بسيتي بلاج) و حادثة توجنين و غيرها.
لا يكتمل الدور الأمني إلا بوعي و تعاون المواطن لأن المهمة تشاركية و تتطلب تكاثف الجهود الإعلامية و المادية و المعنوية و الأمنية فحق الحفاظ على الوطن مسؤولية الجميع.
من صفحة الأستاذ و الباحث : عبدو سيدي محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى