الحصاد المر

بالأمس خلدت موربتانيا ذكرى تأسيس الجيش الوطني و على بعد مرمى حجر ستحتفل بذكرى يوم الإستقلال الوطني بالنسبة لا جديد في العرض العسكري للآليات و الجنود و لا جديد فوق منصة أكجوجت
فالصورة نفسها و موريتانيا في مرحلة الإنطلاق !!!
تحتفل الدول و تفرح الشعوب بإنحازات ملموسة و صعود في المجالات الخدماتية و الإقتصادية و رفاهية إجتماعية إين نحن من هذا و ذاك ؟
الاحتفالات عندنا لا تعدو كونها فرصة لنهب و هدر و تبذير ميزانيات و صور سيلفي و تقارير مزخرفة عبر وسائل الإعلام الرسمية و إستعراض للسيارات الفارهة و أصحاب السمو و المقامات في الدولة و الحكومة و المخزن ليرجعوا بعد الافتتاح الرسمي إلى أعمالهم و قصورهم و تعود ريمة لعادتها القديمة
أكجوجت المدينة البائسة أغلب المحتفلين هم من الوافدين في ما بات يعرف بسياحة المهرجانات و الاحتفالات للطبقة المخملية الأرستقراطية و أتباعها
لا أدري هل أستوفينا شروط الإحتفاء أم تعودنا على الصياح في الفراغ مثل الأصوات في الصناديق
خلاصة القول هل الوقت مناسب للإحتفال ؟ و بماذا نحتفل ؟ للتذكير فقط يقع ترتيب موريتانيا في الرتبة 129 عالميا من حيث ترتيب الجيوش و لا نتملك قمرا صناعيا أو غواصات و ليس لدينا كليات او مدارس عسكرية متخصصة بالمفهوم التكنولوجي الحديث لكن في المقابل نتملك ترسانة ضخمة من القلائد و الأوسمة و النياشين
من ناحية أخرى موريتانيا تقبع في ذيل الترتيب العالمي و تفتقر إلى الجامعات و المستشفيات و الطرق و البنى التحتية
لا زلنا نعاني من مخلفات الأحكام العسكرية و عسكرة الحياة العامة و هذا الخلط أدى إلى النتائج الخالية من الدسم و الطعم
# ترى كيف نحتفل و معدل البطالة في ارتفاع و أسعار المواد الإستهلاكية في تصاعد صاروخي ؟
# كيف نحتفل و لا زلنا نعاني من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ؟
# كيف نحتفل و الديون الخارجية تجاوزت الخطوط الحمراء ؟
# كيف نحتفل و قطاعات التعليم و الصحة و الخدمات متردية ؟
# كيف نحتفل و طريق الأمل (الألم) يحصد الارواح يوميا دون تدخل حكومي لصيانة او أسفلت الطريق ؟
# كيف نحتفل و ثرواتنا المعدنية و البحرية تنهب ليل نهار بواسطة صفقات و عقود مشبوهة ؟
# كيف نحتفل و الجامعة تحولت إلى ثكنة عسكرية و مناوشات و إستعراض العضلات على الطلاب العزل ؟
# كيف نحتفل و طلابنا في الزنازين مع المجرمين و قطاع الطرق ؟
# كيف نحتفل و عاصمتنا تحتلها و تحاصرها جيوش القمامة و أكوام الاوساخ ؟
# كيف نحتفل و عشرات الوقفات أمام الرئاسة للمطالبة بالحقوق و الإنصاف ؟
# كيف نحتفل و المال العام هبة بلا عوض لأصحاب الحظوة و الجاه و الوساطة ؟
# كيف نحتفل و التعيين و التوظيف حسب القرب من الحاكم و عبر جسر القبيلة ؟
# كيف نحتفل و الدولة دولة بين أغنياء و أثرياء المال العام؟
# كيف نحتفل و التسيير عبر ( تنفيذ أوامر) و من خلال عقلية عسكرية بحتة ؟
# كيف نحتفل و السلطة محصورة بين فئة من العساكر وصلوا عبر ديمقراطية الدبابة و دستور الإنفلابات ؟
# كيف نحتفل و نحن نعيش في زمان الولاء الزائف و سياسة الخائف ؟
شخصيا ليست لدي نفس للإحتفال و غصة في حلقي و من هذا الواقع المؤلم و بصيص في غد يحاكم فيه لصوص المال العام و يسترجع الشعب المنكوب امواله و ثرواته المنهوبة.
من صفحة : عبدو سيدي محمد
بتاريخ 26 نوفمبر 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى