النقيب أبريكه ولد أمبارك يقدم قراءته لـ10يوليو(ح1)

في هذه الليلة ،العاشر يوليو،قبل أثنين وأربعين سنة،نشأت حركة العاشر يوليو 1978،حيث تدخل العسكر في الوقت الي كانت البلاد تخوض حرب الصحراء.
لم تكن الحركة ضد المرحوم المختار ولد داداه رحمه الله،الذي بنى هذه الدولة،والذي لم يكن ليدخل الحرب لولى إكراهات وضغوطات خارجية.
ولما جاءت حركة العاشر يوليو لإنقاذ موريتانيا،لم يكن المختار ضدها.هذه الحركة تحتاج للدراسة،لأن البعض يرى أن المؤسسة العسكرية قامت بالإنقلاب للتغطية على هزيمتها في حرب الصحراء.
الجيش الموريتاني لم يهزم،ولكن الحرب نزال.كانت هناك جبهة البوليساريو وتدعمها دولة قوية هي الجزائر،وموريتانيا لها حدود شاسعة مع هذه الدولة.
صحيح أن القطار الذي يحمل معدن الحديد تعرض لهجمات ،لكن الإنتاج لم يتوقف أبدا أكثر من عشرة أيام.
كان الضباط يفكرون في اتخاذ قرار لإنقاذ البلد،والحمد لله انهم اتخذوه.لأن وجود البلد اليوم وفيه برلمان ونواب وأساتذة جامعيون،وجامعات،هو من نتائج تلك الحركة.
حركة العاشر يوليو تستحق الدراسة،لمعرفة كنهها ومعرفة الرجال الذين لعبوا ادوارا مهمة فيها.
أذكر هنا أن المرحوم المصطفى ولد محمد السالك ،الذي كان رئيسا للأركان،تجرأ أن يقود ذلك الانقلاب بشجاعة ووطنية لا مثيل لهما.وعلى مستوى الداخل،كان المرحوم جدو ولد السالك على المنطقة العسكرية الأولى في نواذيبو وكان مكلف بالنزول إلى نواكشوط وكان معه صباط أنذاك ،منهم النقيب جوب عبد الله والمرحوم كامارا جابي وضباط ٱخرون.
أما المقدم محمد خونا ولد هيدالة فقد كلف بأزويرات،التي توجد بها القوات المغربية،وأختار النقيب أبريكه ولد أمبارك ،وكان يقود فيلقا فيه ضباط شباب مدربين أحسن تدريب،الملازم محمد ولد مگت،الملازم عبد الرحمان ولد ببكر ،الملازم لبات ولد معيوف،الملازم محمد ولد الشيخ محمد الهادي،والملازم الشيخ ولد اشروف،وكان هذا الفيلق مدربا،ومهمته منع القوات المغربية من التدخل لإفشال الحركة.ورغم وجود القوات المغربية والفرنسية والطائرات،فقد نجحت الحركة كما خطط لها.
ولو لا أن تخطيط العملية التي قيم بها تخطيطا جيدا،لما نجحت بالطريقة التي تمت بها.وهذا ما يجدب أن تعرفه الناس.
لقد كانت الظروف صعبة وكان الشعب الموريتاني يرسل نداء استغاثة تلقته القوات المسلحة،فأستلمت الحكم لإنهاء الفساد والظلم الاجتماعي والحرب الغير مشروعة التي دخلت فيها الدولة ما بين 1975 و10يوليو 1978.
طبعا عاد الأمل للشعب الموريتاني،لكن جماعات الضغط والتيارات السياسية،التي يأتمر بعضها بأوامر دول أخرى شكلت عائقا في تحقيق ذلك الأمل.
كانت حركة العاشر يوليو تحمل برنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا،وكان هذا البرنامج هو قوة حركة العاشر يوليو.
و كانت الأولوية الأولى هي الخروج من الحرب،لأن الشعب اصبح يعاني من هذه الحرب ويحتاج إلى أفق جديد،ولتحقيق ذلك كان لابد من إرادة قوية لوقف الحرب بطريقة دبلوماسية وسياسية،وكانت تلك الطريقة صعبة،حيث دامت عاما كاملا،لوضع تصور واقعي ادى إلى اتفاق الجزائر 5اسطس 1979.
كان الاقتصاد في وضعية صعبة ،بسبب الحرب والجفاف،وكان لا بد من اتخاذ قرارات بهذا الشأن.كما كانت الوضعية تتطلب نوعا من الديمقراطية الجماهيرية،خاصة في مجتمع تنخره الاقطاعية والعبودية،فأنشئ المجلس الاستشاري ولكنه لم يعمر بسبب صراعات الحركات السياسية،التي أدخلت القبلية والجهوية والعنصرية.
واضطرت القوات المسلحة إلى توقيف تلك التجربة.بعد ذلك جربت حركة العاشر يوليو الحكم المدني والذي لم يعمر هو الٱخر،لأنه لم يحضر كما ينبغي،وتمت الاختبارات فيه بطريقة مستعجلة،لذلك لم يعط نتيجة.
قامت اللجنة العسكرية للخلاص الوطني باتخاذ بعض القرارات التي تهدف إلى تقوية الوحدة الوطنية،والعدالة الاجتماعية،فافتتحت معهد اللغات الوطنية،قررت إلغاء الرق،طبقت الشريعة الإسلامية،وقرار الإصلاح الزراعي،لكن كل هذا لم ينجح في خلق نظام سياسي قوي،كانت هناك نواقص لغياب قاعدة سياسية.فبدون ٱلية لممارسة السياسة كان من المستحيل التقدم على طريق الإصلاح.فقد اصبحت الساحة السياسية،ساحة للصراع بين الحركات السياسية ومجموعات الضغط،التي تستند على الخارج واصبحت التيارات السياسية ومجموعات الضغط تتحالف ضد النظام.وامام هذا الوضع قررت اللجنة العسكرية للخلاص الوطني ،البحث عن ٱلية تضمن تماسك هذا الشعب والمحافظة على وحدته،فأنشات هياكل تهذيب الجماهير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى