هوس العودة L’obsession du retour(ح5)

…في هذه الفترة من السنة ترتفع درجة الحرارة عادة في نواكشوط.في الداخل ينتظر قدوم فصل الخريف..عندما تنتهي رياح “إريفي” تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض،حتى في شرق البلاد.

في العاصمة تعتبر هذه فترة التلاقي،حيث يأتي الطلاب في العطلة من كل المناطق،مما يخلق جوا من الاسترخاء والترفيه ..

عند وصول ليلا إلى نواكشوط أخبرني صديق بنجاحي في شهادة الباكالوريا،فكرت في أنها مزحة،لأنني أُخبرت بعكس ذلك قبل أيام في ألاك حيث كنت أنتظر النتائج.

كنت قد غادرت مدينتي ببعض الكتب بنية تجربة حظي في المسابقات المخصصة للذين لم يحصلوا على شهادة الباكولوريا:المدرسة الوطنية لتكوين المعلمين،مدرسة للتكوين المتوسط.لقد شجعتني والتي التي قرأت تأثري من خبر فشلي على وجهي.

بعد الأحداث الجميلة أو السيئة تظل مرتبطة  في ذاكرتنا بأشخاص.في وقت مغادرتي إلى نواكشوط،استعدت فجأة صورة والدتي وهي تدمع بالقرب من سيارة التاكسي تأخذني قبل سنوات إلى ثانوية بوغي.بعيدا عن أسرتي للمرة الأولى.لم نفترق أبدا.أمضيت دراسة الابتدائية والإعدادية في ألاك،مسقط رأسي قرب والدتي المستعدة دائما للتضحية.

الآن،مجرد التفكير في أنني سأبتعد عن بلدي يصيبني بالرعب.لم أضع قدمي أبدا خارج موريتانيا.بل أني لم أعرف سوى ألاك وبوكي ونواكشوط.لم ابعد أبدا عن اصدقائي،على الأقل ليس أكثر من عشرات الكيلومترات أو قل مائات الكيلومترات،وليس أكثر من ثلاثة أشهر.بدأت أحس أنني سأشتاق إليهم.أسرتي…كيف سأعيش بعيدا عنها؟أول مشكلة ستواجهني ستكون بالتأكيد الشوق.لن يكون بإمكاني مشاركة جلسات اللهو واللقاء مع أصدقاء طفولتي.أنتهى جو قرى الفلان حوالي ألاك!كورال،توفوندي اديابي على ضفة واد كتشي…إلهي ما أجملها من أماكن وما أجملها من لحظات .نغمات الهودو التي نسمع في المسجل تحت ضوء البدر وكل أفراح العطلة الصيفية،خاصة أثناء الخريف،كل هذا لن يكون لي الحق فيه,

في مجتمع الفلان تعتبر قصيلة العمر(أفدي)،مؤسسة حقيقية.وكما يعني لفظها تجمع الأعمار المتقاربة إلى فارق ثلاث سنوات على الأكثر.يتكون أفيدي من الأطفال من نفس الجنس ،ابتداء من حوالي سبع سنوات وتستمر مدى الحياة.هناك دائما على الأقل صلة خاصة بين شخصين من نفس العمر ومن جنس مخلف،لجذب نظرائه الآخرين.

“أيه انيريه ،قل لي هل طلبت المغرب في ملفك؟

  • نعم ولكن في آخر دقيقة،في الوزارة أثناء تقديم ملفي للأستاذ الذي درسني العلوم الطبيعية في إعدادية بوغي،والذي يعمل الآن في الوزارة،حيث كان مكلفا باستقبال ملفات المترشحين.حسب رأيه كان علي أن أطلب ثلاث دول مغاربية:المغرب،تونس والجزائر.
  • لماذا،سأل أنكارتا بفضول؟
  • _لأنهم يبعثون العديد من الطلاب ودائما إلى هذه الدول وخاصة في الآونة الأخيرة
  • ماذا طلبت قبل نصيحة أستاذك؟
  • – السنغال ،ساحل العاج والكامرون
  • الكامرون؟
  • – لقد كنت أتحاشى الدول العربية،لقد سمعت كثيرا ،أنهم لم يكنوا مضمونين،خاصة بالنسبة للسود ،يبدو أنه من الصعب العيش هناك بسلام،حتى لو كان لمجرد الدراسة.صحيح أم كذب ،لست أدري ولكني الآن سأعرف
  • – آه ،نعم حتى نحن لا نعش بتناغم مع عربنا في دولتنا،إذا أجنبي أسود في بلد عربي سيكون صعبا بالتأكيد.
  • – نعم نعيش بجانب البيظان ولكننا لا نعيش معهم،نتعايش بصعوبة.منذ فترة كل يعيش على أعصابه منذ أن استورد خبثاء أفكارا غريبة ،تعج الجميع ،سياء ال….
  • صحيح ،هل أنت على علم بالشائعات الرائجة؟”،قاطني انكارتا
  • -لا،ماذا هناك؟حول ماذا؟
  • يبدو أنهم أوقفوا هذه الأيام عددا من الموظفين النوج السامين
  • – أه..نعم،لقد سمعت الخبر،لقد كتبوا وثيقة تتداول في الخارج الآن حول العنصرية في موريتانيا،وتفوق البيظان على النوج…
  • (يتواصل)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى