شكرا لمن تجرأ ولمن……

لم يخطر ببال أحد من الأجيال التي توالت بعد استقلال البلاد،أن موريتانيا ستستضيف في يوم من الأيام الزعماء العرب على أرضها.

ولم يصل طموح أحد منا نحن الذين كافحنا وناضلنا من أجل عروبة موربتانبا،إلى أن تكون في يوم الأيام عاصمة العرب وترأس العرب.

عندما أعلن أننا سنستضيف القمة السابعة والعشرين،كان الإعلان أكبر من الحلم ومن الطموح،كان نوعا من ذلك الشعور الذي يملؤنا بالإعتزاز ونخافه،بل إن البعض رأى فيه مضمون المثل الشعبي،”اللي غلبت الدنيه إكول الآخره جات”.

صحيح أن كل الظروف كانت معادية لعقد القمة العربية في نواكشوط،فلا المناخ ولا البنية التحتية ولا حتى القناعة لدى النخبة تشجع على دخول معمعان معركة كبيرة كهذه،في وقت قياسي كهذا.

أشهر قليلة لا تصل إلى أصابع اليد لخلق بنية كاملة لإستضافة زعماء ووفود دول الجامعة العربية وأمانتها وضيوفها.

كان الكل تقريبا-حتى الداعمين بلا حدود للرئيس ولد عبد العزيز-يرون أن قراره استضافة موريتانيا للقمة العربية،تجاوز الجرأة إى التهور.

رغم كل ذلك عقدت القمة في نواكشوط،وكانت أهدأ القمم العربية،في خطبها وفي الاتصال بين المؤتمرين.

لم تعرف تراشقا بالشتائم ولا تنابزا بالألقاب،وتحاشى المتحدثون فيها كل ما يختلف العرب حوله وركزوا على ما يجمعهم،فهي بذلك أول قمة عربية منذ العقد الأخير من القرن الماضي،لا تنكأ فيها الجراح.

لقد غادر كل الضيوف وهم مرتاحون كأنهم أكتشفوا عالما جديدا،لا زال السلام والمحبة يعمرانه

لقد مكنت هذه القمة العالم ،من رؤية صورة موريتانيا الحقيقية،ذلك البلد العربي الذي جعل منه اعتزازه بعروبته وإفريقته،جسرا يربط بين عالمين ربط بينهما مصير مشرك،هو البحث عن السلام والتنمية والعيش الكريم،وزاد تلك اللحمة انتشار الإسلام فيهما.

لقد وجهت القمة الضوء ليرى العالم صورة بلد غني بقناعته رغم فقره،ومعتز بنفسه رغم حاجته.

بلد حباه الله بسلام يحسده عليه العالم ، الذي يكتوي كل يوم بالإرهاب،رغم إفتقاره لما لدى العالم من سلاح ووسائل إرصاد وتجسس،فلم يعلن حظر للتجول ولم ينشر جيش ولم يعتقل شخص بتهمة الإرهاب أو الشغب.

اليوم فقط وبعد أن غادر ضيوفنا شعرنا أننا أنتصرنا في معركة راهن كثيرون على فشلنا فيها،فشكرا لمن تجرأ وأخذ قرار الإستضافة،وشكرا لمن شكك في صواب القرار،وشكرا لمن حضر ولمن غاب..لأنهم جميعا كانوا وراء نجاحها.

أبو معتز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى